كشف سابقا المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي ، الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، أنّ وزارة القطاع درست قرار التخلي نهائيا عن النظام التعليمي المعتمد في الجامعة الجزائرية  "ل م د "   ، وكان قد كتب منشورا على صفحته بموقع “فيسبوك”، قائلا: “أتمنى من الوزارة أن تصلح الخطأ المستمر منذ 2004 وتدخل التاريخ كمنقذ للجامعة الجزائرية ، وظلّ النظام الأنجلوساكسوني الذي جاء في إطار الإصلاحات التي طبقها الوزير الأسبق رشيد حراوبية يواجه إنتقادات لاذعة من الشركاء الجامعيين ، كما سبق للوزير الطاهر حجار أن أعلن في بداية تقلده المهمة الحكومية عن مراجعة و تقييم النظام ،  فالجامعة الجزائرية عانت الإنتكاسات و السقطات العلمية وطنيا و دوليا ، فهي ما توجد في قائمة المغضوب عليهم لكن بفعل فعلها ، بإعتمادها لنظام لا يسمن و لا يغني من جوع فكري علمي ، فلطالما كان هذا النظام التعليمي مثالا لسوء التكوين ،نظام " ل م د"  يشجع على تخريج الكفاءات باسرع مدة اي ثلاث سنوات من أجل ادماجها في الشغل ، لكن ما الفائدة من تخريج الكفاءات دون التحصيل العلمي الجيد و الممتاز ؟ ، يعتبر هذا هدرا للطاقات الشبانية و العلمية و تحطيم للعقول الطلابية ، ما إن يلتحق بالجامعة حتى يجد الطالب نفسه في بيئة تعليمية بذهنية غريبة عن ما كان عليه ، و ما إن يعتد عقله و فكره على البيئة الجامعية و خباياها حتى يجد نفسه مجددا خارج أسوارها و أقسامها بشهادة ورقية لا يعلم أين يسير بمحتواها الفارغ .

المنظومة الجامعية أو نظام الوزارة " ل م د " هو السبب و المسؤول الوحيد على ذلك بقدر ما هو مسؤولية الطالب الذي يدرس من 3 الى 6 سنوات في الجامعة دون أن يفرق بين المنهج و الأداة ،  لكن عدم معرفة الفرق بين هذا و ذاك سببه واضح هو نظام دمر الجامعة الجزائرية طيلة 15 سنة مرت و لازلت الى حد اليوم الجامعة تقوم بتخريج كفاءات طلابية كثيرة دون الإستفادة منها ، أغلبهم ذاهبون الى مستودع البطالة ، لماذا إذن أعتمد على نظام بدايته تدل على إنجاب جامعات فاشلة ؟  في حين أن النظام الكلاسيكي كان أكثر إيجابية و تحصيل علمي ، ليجد ذلك الطالب نفسه بين مطرقة اللاتحصيل إن إعتمد على النظام المشلول  و سندان البحث ليل نهار ليحصل معلوماته  و  هذا واجب على كل طالب بالنظر لكونه تابع لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي ، لكن مهما بحث و درس ، لن يكون  مثل الدراسة بنظام تعليمي زخم غني علميا و فكريا ليجد الطالب الجامعي ظالته و يجد عقله و نفسيته في أسهل طرق الدراسة مهما كان النظام صعب المراس .

 حسب ما أرى شخصيا فنظام " ل م د " أردى الجامعة الجزائرية طريحة الفراش مريضة بمرض عضال ألا و هو تخريج الكفاءات بسرعة فائقة  في ظرف   3 سنوات في حالة إتمام دراسة طور الليسانس و 6 سنوات في حالة إكمال دراسة طور الماستر ، لكن نتيجة هذا التخريج السريع عاد بالسلب على نفسية الطالب و شخصيته نظرا لعدم تكوينه كما كان منتظر ، فهذا قطاع التعليم العالي و البحث العلمي قطاع النخبة ، و ليس كباقي القطاعات ، إن  صلح صلح المجتمع و إن ضاع ضاعت النخبة و الجامعة و أصبحت مرتعا للفساد و الرذيلة فقط ، كما هو معاش في جامعات الجزائر .

لابد على منظومة التعليم العالي و البحث العلمي أن تبدأ العمل بتغيير نظام التعليم حتى تحط سفينة الجامعة الجزائرية في بر الأمان بعدما رحلة طويلة شاقة من النكسات و الغرق في إعصار بحر " ل م د " ، فهذا أمر  يجب الأخذ به في ظل التغيرات الطارئة في الدولة الجزائرية ، لنشهد ميلاد عصرا جديدا من التطور و التفوق بين سائر الجامعات الدولية و العالمية ، فمهما طالت الإنتكاسة فسوف تتخطاها النخبة الجزائرية.