يا أغلى من خلقها الله لقلبي وفي قلبي، هذا الصّباح يوبِّخني لأجلكِ، وأنا مُصغية لتوبيخه وأبكي.

ذكّرني بكثير من المواقف التي كنتُ فيها فتاة لا تستحق أمًا كأنتِ.. ولا شك بأنني أتناسى الأكثر!

أنا أبكي.. أبكي لأنني ما زلت أقصِّر! ما زلتُ أهمل! ما زلتُ أقدم وبكل أنانية نفسي عليكِ! أبكي لأنني مهما فعلتُ وبذلتُ وقدمت لن أوفيكِ حقك وأن تضحيتك الأكبر وحبك الأكبر مهما حدث. لأن الله خلقك هكذا فأنتِ أم وأنا ابنتكِ. أبكي لأنني أخاف هذه الخلقة! أخاف من حبكِ الأكبر لي أخاف تضحياتكِ لأجلي وأخاف فطرتي التي لن ترد تلك التضحيات! أبكي لأنني لستُ الإبنة التي تستحقينها أمي وأنتِ الأم التي لا تستحقها إبنة أبدًا فأنتِ أكبر .. أكبر من كلّ حبّ من كلّ شوق من كلّ ندم من كلّ شعور ومن كلِّ شيء! وأنا وكل البُنيات صغيراتٌ جدًا ولا نستحقّ... أنا أبكي وما زال بكائي مستمرًا وأعلم أن لا قُدرة لكائنٍ من كان على إيقاف هذا البكاء إلا أنتِ.

وبعد هذا كلِّه وبالرغم من كل أخطائي وعقوقي ما فتئتِ تُرضعيني الحنان الدّلال والسعادة.. وما فتئت أحبكِ يا أمي!

بكلّ "آسف" قيلت وبكلّ "آسف" قُبلت وبكلّ معنًا لِـ"آسف"، بل وبأسفِ أهل الأرض جميعًا أنا (آسفة).


الأحد "شوال" ١٤٣٥