سلامٌ لـ كُلّك..يا نِصفًا لَكَ وكُلًا بك، جئتك من آيات الله بنبأ يقين
الآيتين من سورة النمل رقم (٦٢، ٦٣)
إذا حَلَّ ليلٌ وسجى وجن الحزن بالبكا، أشّرِق بروحك من الروح بكتاب الله حتى تشرق شمسُ الضحى فيك، مَن استغل سَكَنات الظّلامِ يؤتى الدواء،
إذا جنّ بك الليل تخلّ لمولاك ، وامتطي قدميك، ابسط فرُشك، واستقبل قبلتك ، وترنم بكلام ربك، وانتصب قائمًا قانتًا وأسبل  دمعك مما ترى وتسمع من آيات الله.
يا سائرًا بأقدام العارفين وحاملًا قلبَ الصّابرين، إنَّ الله يصطفي الأبرارَ بعد اختبار، ويجتبي القَلب لحينِ القُرب، إنَّ المُحِبَّ لا يُفَرِّق فأمر المؤمن كله له خَيْر .. :وإن مواسم المَنع والكربات هي "أفضل مواقيت الفُتوح، وحينَ الابتلاء  وغداً تُكشَف الحُجُب... 
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) "
المحراب دواء المُتعب، وساعات الليل عند أهل الألم طويلة
تقصيرها بالدموع لله... والتقرب له له بضعفك كلك...
بما يئن قلبك، وينطق نبضك...
أشَدّ ما تعلّمته أنّ الله إذا تولاك وسمع منك سيسمع عنك
هناك ما سيُخبر عنك، ربّما بشر، شجر، حجر، ربّما جسدُك ولحظاتك! ربّما دمعتك وقلبٌ حَنّ

"أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 6‪3  "
اللَّيل يكشف عن أجَلِّ أوراقِكَ الخَفيّة، أو أشَدّها ألمًا.. ولا تَسَل مُحِبًا عن هدأة الأنفاس، فاللَّيل جُلُّه قلب
ومن كانت بوصلته الله في كربته كالغريق في ظلمات البحر، يهديه الله بركعات الليل في ظلمات البر، إن الليل محراثُ الدواخل، وميقاتُ الإحساس المنفجر، ولا سكونَ إلا لمن سلّم النّبض لمن خلق، وجرى الدمع ولله احترق،
مرادك عند الله، وعبادة الخلوات هى نتاجها الجنات...
ليكن حنينك في الدنيا إلي كتاب الله ورفيق صالح وما الرفيق الصالح إلا أؤلئك الذين إذا ذكرت الله تذكرتهم، وإذا ذكرتهم تذكرت الله...
ألا يذرك في فرداً في زمن الفتن وأن يجعل في طريقك صحبة تعبر بهم ومعهم للآخرة...
صدقني الله أرحم منك نفسك عليك... حاشاه أن يضن عليك، وأنت آتيٌ بكلك إليه، فقد سمع الله لمن حمده، فالمفتاح للأحزان وللخراب محراب... 

والسلام...☝️