خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله في أحسن صورةٍ وأفضل هيئة وأفضل تقويم، وميزه بالكرامة الإنسانية التي تحفظ له إنسانيته ولا تمس آدميته بالسوء أبداً، ويقول جلّ وعلا في سور التين:"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(٤)"، إذ أن الله تعالى فضّل الإنسان على كافة المخلوقات من حيواناتٍ وطيور ونباتات، وأعطاه ميزات كثيرٍ وجعله خليفة في الأرض، كما وضع حقوقاً لصيانة كرامته الإنسانية، ومنع المساس بها مهما كانت الظروف، وهذا كله من عظيم فضل الله تعالى على الإنسان، تتعدد صور الكرامة الإنسانية في أشكالٍ عديدة، ومن ميزاتها أنها شاملة وعامة لا تخص فئة معينةً من الناس ولا تُميز بين عرقٍ أو لونٍ أو دين أو جنس، وإنما تشمل الإنسان في كل مكان ومهما اختلفت أفكاره وتغيرت، فالتمييز بين الناس لأي سبب يُسقط الكرامة الإنسانية ويستبيحها، لذلك يعتبر المساس بأيٍ من مبادئها جريمة عظيمة، ولهذا سنت الدول قوانيناً ودستور تضمن حفظ كرامة الإنسان وتصونها، فظهرت قوانين حقوق الإنسان التي سبقها بأعوام  كثيرة ما جاء في الأديان السماوية من صيانة لهذه الحقوق وخصوصا الإسلام الذي جعل كرامة الإنسان أعظم الأولويات باعتباره خليفة في الأرض، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لذكر على أنثى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، أصبحت الكرامة الإنسانية من القضايا المهمة التي تُطرح في المحافل الدولية، كما أصبح هذا المصطلح الواسع من الأشياء التي يتم تدريسها في المناهج الدراسية كي ينشأ جيلٌ  واعٍ لكرامته وحقوقه، فمن يتربى على الكرامة في الصغر لن يرضى أن يذل أو يُهان في الكبر، لأن كرامته الإنسانية تقتضي أن يُطالب  بحقوقه وأن يرفض الظلم الواقع عليه، تتعرض في الوقت الحاضر الكثير من الشعوب العربية إلى الاعتداء على كرامتهم الإنسانية، كاشعب العراق ولبنان و سوريا واليمن التي تشكل سياستها وحكومتها صوت المواطن فالحرمان من أبسط الحقوق التي يستحقها الانسان، يُعتبر تجنياً واضحاً على كرامته، فمن حق كل إنسان أن يتعلّم وأن يجد الطعام والشراب والمسكن وأن يعيش حياة مزدهره له ولأسرته فالإنسان هو المحرك لعجلة الحياة على الأرض ولولاه لما كان للحياة معنى أو نكهة، فسبحان الله الذي أودع سرّه  في الإنسان ومنحه عقلاً واعياً و مفكراً.

•عبدالعزيز بن حمود

تويتر