أتدري علام الأسف؟ 

أسفي الآن على كل الذين أحببتهم من كُل ذرة في كياني، أحببتهم أكثرُ من روحي لكن لم يطلعوا على ذلك الحب ولم يُكتب لهم أن يسمعوا، أو يصل لهم ذلك النبض، آه لو تقاسم الناس القلوب على قدر المحبة، لكان لهم أعظم الود، للذينَ خذلتُهم لحظة الحاجة وما كنتُ نعمَ الاتّكاء، 

لكل الذين فرطتُ أن أكون جوارهم، حتى قضى الله فراقاً

لكل روحٍ وددتُ لو أن أخبّئها بروحي أضُمّها فلا أشبع،

لكل من انتظر منّي كلمة لكنّي ابتلعتُها، لكل من تمنّى أن أكون أفضل ولم أكن عند ظنّه، 

لكل الذين لهم مقام في قلبي حيث كانوا من الذين لا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون، لكل من رأى بيَ قدوةً ولم أحقق رؤياه، لكل من آمنتُ به أكثر  من روحي وحتى إن لم يروا فيني ذلك الحب الموجود والهدف المنشود، كان لابد أن أخبرهم،

أن الحاء حياء وحياة لنا

والباء بهاء وبناء، فلن تُبنى حياتُكَ دونَ حُبّ تتكئ عليه حين العَرَج، كبابٍ يُفضي إلى درب الفَرَج.  

أن تشد على اليد .. و أن تحَصِّن القلب، ونملأ كلَّ نبضةٍ فيه غرسًا 

الحب ألا تترك فراغًا لغيرك، 

الحب احتضان روح من تُحب حتّى يطمئن، و ليست الغاية اجتماع، يكفيك دعوة وحفظًا لك ولقلبك، أن يكون حبُك وفقاً لمراد الله، لا يأتِ المُراد بالذّنب، إنّما هوَ درب، آلامه تهذيب وحرمانه تأديب، وتدبيره ترتيب، والغيبُ فيه ابتلاءُ سقاء..

صدقني، يعلم الله القلبَ وما حوى، والنبض ومن هوى

ماكان الله ليُضيّع قلبًا بالحياء تَخلّق، و نبضًا تَحَرّق، لكنه يُكرمُ من صَبَر، و يُرضي من سعى، لعلك تائه الآن متخبطًا لكن التيه أن تتوه عنه سبحانه، ولكن إن قربت رأيت ومن الحب سُقيت وسَقيت وما نمت إلا وقد رويت  وإرتويت... 

يا الله ألقيت قميص الفرج على يعقوب في حجره لما لجاء إليه، فألق على قلوبنا نور الفرج، بما كتمناه، 

اللهم كما تسمع منا أسمع عنا.... وتولى قلوبنا...