فجر الجمعة الرابع والعشرين من نوڤمبر استيقظت

 على صوت رنين الهاتف وقفت جامدة متصلبة في

 انتظار أن يهدأ خشيت رفع السماعة علمت في أعماقي

 أنه خبر سيء تجاهلت الأمر أصبحت الساعة السادسة 

رن الهاتف من جديد! أجابت أمي هذه المرة، والدي كان

 المتصل شعرت أمي من نبرة صوته بوجود خطب ما 

أخبرها بضرورة قدومنا قبل صلاة الجمعة لبيت جدتي 

لم يخبرنا لِما؟! قالت لي وهي وتضع السماعة يوجد 

خطب ما! أخاف أن يكون جدك! جاوبتها وأنا في حالة 

من الإنكار "لا مستحيل أطال الله في عمره" قالت هيا 

استعدوا سنذهب مبكرًا، خرجنا إلى الطريق كنت 

أستمع للموسيقى لتشتيت ذهني وتفادي أفكاري، ولما 

شارفنا على الوصول اتصل أحد الأقارب على والدتي 

سألوها أين نحن؟أمي شعرت بالاستغراب من تلك

المكالمة فأشارت إلى أخي اتصل بوالدك هناك خطب 

ما.. اتصلنا وعرفنا الفاجعة نعم إنه جدي،غادر الحياة 

تركها لنا. انهرت! انفجرت! كنت أظن أنني القوية التي 

لا تقهر! كنت دومًا ما أشك بصلابة قلبي فهو كالصخر 

إلا ذلك الصباح تكسر تحطم أوجعني لم أعرفني.. 

الهواء ينفذ لا أستطيع إلتقاطه استيعاب الخبر مؤلم،

 عرفت أنه مريض وأنه لا أمل من شفاءه لكنني كنت 

أنكر! أردت وقتًا أكثر معه أنا لم أكتفي.. كذبت الأطباء! 

كنت أتهمهم بالفشل وحتمًا ستحصل معجزة لن يكون الأمر كما يقولون ولكن حدث.. 

على أية حال رحمه الله رحمة واسعة وغفر له، هذه السنة الثانية من وفاته والألفين من فقده..