تُبحِر بنا الحياة دربًا تلوَ الآخر ، تارةً تقف في صفّنا وتارةً تقتات على أرواحنا وقلوبنا، نغرق في أحزاننا ونحن على اليابسة،
لا نفهم شيء عما يحدث لنا،
وما يؤلمني حقًا هو أنني برغم تأزم هشاشتي، سعيت لأسُد فراغ صدور من حولي من كل حزن يورقهم، وأمسح عن القلوب غبار الهموم
حاولتُ أن آنس الغربة، أن أحمل عنهم قلقهم البادي في حروفهم، وأكون نوراً وحبوراً في تلك العتمة، حاولت أن أمسك فلا أخدش ! كانت إبتسامتهم هي جل ما أريد! ؟!
وددت لو أن لي قلبين فأنظر أيهم أسعد فأعطيه لهم، وما كنت سعادتي إلا من سعادتهم!
اليوم أصابني الأذى حين كنتُ أحاول إماطة الأذى، آذيتُ روحي! وصار قلبي مضطرم والدموع تملأ المقل!
لا أدري أي خطيئةٍ فعلت، ولا أي حماقةٍ ارتكبت
أتراني قصرت حتي بات الرحيل سريعا عني!
تزداد في عقلي الأفكار وَيخفقُ بتَتَابعِ التَائِه ، تتداخَل الأمور و تَصيرُ كَقطعةٍ واحدة من الرمَاد لا أستطيع الإمسَاك بها ، فقط أُفلتَ دموع الخيبة، وأقول مَتى القلبُ في الخفقَان يطمَأن ؟
تلك الدموع التي تختبئ في المُقَل، و ذلك الفكر المُضطرب وقتَ اشتعال الحرب الشنعاء في العقل، ذاك القلب المُضطرب في خفقانه، كُل ذاك مُضطرِم،
واللهِ نحنُ ضعفاء مساكين فقراء، أرواحنا ليست كما تبدو للعيّان قوية كَجذوعِ النخلِ، هي مُهترئة عَن آخرها، بقيَّ فيهَا جزء ضئيل مازال مُعافى، سيهترئ هو الآخَر، ونغرق في خضمّ الألم بنفوسنا الواهنة كالأسير الذي حبسته نفسه !
نغرق على اليابسة بنفوسنا البائسة...
فقط حينما يأتيني المَوت مِن كل مكان أتمنى أن يرسل الله لي من يُمسك بيدي ويشد من آزرِهَا وَ يُشركها في أمرها أن قفي موقف الرجال، فهذا وقت الثبات والترحال،
وهي الجنة أُزلِفَت للمُتقين غير بعيد، ثم يلقي علي ذكراً وفيراً وشهادة لا يثقل عنها لساني، ولا يبخل على عينيه بالدموع ولا يفتر لسانه بالدعاء فإنهَا زادُ المساكين.
يمدني بكلمات من الروح فهو للأرواح الواهنة رُوح فيأُنس روحي بروُحه...
فأكون تحت الثرى بعملٍ جاري، وإن كنت بلا عمل صالح ولا علم ولا ولاد!!