سبعَ وخمسون من اصحاب الجلالة والفخامة والسمو اجتمعوا في بلاد الحرمين الشريفين, سهلت لهم التقنية الحديثة ان يتكلم كل في مكانه, القوا خطب شبيه بتلك التي كانت تلقى في مكان غير بعيد من مكانهم الذي اتخذوه مقيلا ومبيتا, خطب رنانة حماسية, لإيهام رعاياهم انهم جد حريصين على مصير الامة.

في هذه المرة خرجوا عن المألوف تجاوزوا التنديد والشجب والاستنكار الى الطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي تجميد عضوية الكيان الصهيوني لجرائمه بحق سكان غزة وحظر بيع الاسلحة له, نقلة (في الفراغ) نوعية ولا شك, ولكن هل يؤخذ بكلامهم؟ (من يزود العدو بمختلف انواع الاسلحة هي امريكا وبعض الدول الغربية التي يقيمون معها اوثق العلاقات) أ ليسوا مجرد ادوات طيعة في ايدي من نصبوهم على شعوبهم لعقود؟ هل اقدم أي منهم على قطع علاقاته مع كيان العدو بسبب هذه الاجرائم؟ بالتاكيد لم يجرؤ أي منهم على فعل ذلك لانهم مجبرون على اقامة العلاقات والتطبيع الكامل والا سيجدون انفسهم خارج الحكم, لقد عاد سيد البيت الابيض الى الحكم وهو الذي يقول الكلام على حقيقته وعما قريب سياتي لجمع الاتاوات والجزية لان هؤلاء يعيشون تحت حمايته, يحكمون حوالي المليارين من المسلمين وايراداتهم تفوق اموال قارون ماذا فعلوا بها على مدى سبعة عقود هي عمر الازمة او النكبة او الخيبة او العار الذي لم يمح حتى الان.

بعض الحكام يتشدقون بانهم من نسل آل البيت اما البعض الاخر فبالتأكيد انهم من نسل جيران آل البيت, ومع مرور الوقت اصبح الانسال اخوة متحابون لأجل مصالحهم اما الرعية التي لا يعرف نسلها فإنها وقعت تحت اضطهاد "ابناء العمومة" تعاني الامرين لم تعد الجماهير تقو على العيش بسبب حالة التقشف التي يفرضها الحكام ليظلوا في حالة خنوع دائم رغم الامكانيات الهائلة التي يجنيها الحكام من بيع الموارد الطبيعية.

حكام اليوم يعملون بمنهج الرئيس المؤمن السادات الذي قال ان 99% من اوراق حل ازمة الشرق الاوسط في يد امريكا وكان سبب بلاء الامة والتفريط في مقدساتها, كان جريئا او لنقل متصهينا, فزار الكنيست جهارا نهارا اما هؤلاء الحكام فانهم يتسللون الى القدس خفية في بادئ الامر خوفا من شعوبهم, ومع مرور الوقت يقيمون مع العدو اوثق العلائق ويعتنقون الديانة الابراهيمية انه الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندوليزا رايس وهو سيطرة الصهاينة على المنطقة بعد الاطاحة بالحكام(المشاغبين) الذين كانوا يعارضون ذلك.    

ان من يقاتلون العدو اليوم واخذوا على عاتقهم الثأر للامة هم من يدعي حكامنا بانهم ليسوا عربا كما انهم ليسوا مسلمين ويعتبرونهم فئة ضالة لا تقدر مصالح الامة ولا يأخذون بالأمر الواقع وانهم لم يراعوا حرمة الجيرة وانهم يمثلون اطرافا خارجية همها تأجيج الصراع بين ابناء المنطقة وجعلها منطقة ملتهبة. تحية للمقاتلين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.

ان المجتمعين في الرياض يقدمون ولاءهم صك على بياض لأسيادهم واولياء نعمتهم.

ميلاد عمر المزوغي