هذه رسالة..
إنّي قاصدٌ كُلَّك. ولو تدري! فحالُ القلب بحالِ مَن فيهِ ومَا فيه، وما أسكنتُ فيه من يهتكُ عفّته، ويُضعف قوّته، ويكشف سريرته، بل أسكنته من يَحمِلُ أثقاله ويَرأَفُ حاله، أسكنته من يلمس حاجته ويُشفِقُ زلّته ويرجو رفعته.
قلبك ليس لك عليه سُلطان، وميلك لغيرك فطرة من الله
فطوبى لمن كَتَم حُبًا ولجَم قلباً وصان، ولما رَجى قُربًا وحالَت الدُنيا بينه ونبضه، حبس وداً وأمسك ورِداً ولجأ للرحمن
عَلم أنه مَن حَنَّ صَان، وما استكان لربه قُلب إلا لان
هذَب قلبه، وجاهد نفسه، وصبر على آلامه، وإذا استعرت نارُ الحُب استعان بالسقاء والغيث بالقرآن، يسكبه سكباً
علم أنه قد انتَصَرَ من صَبَر، ومن تصَبَّرَ أبصَر، فلم يترك وقتًا دون دعاء، ولا لحظة بلا رجاء
خشى يوم الفوتِ والحسرات، فتحاشى الشبهات وأبتعد عن الوقوع في العثرات، لما علم أن العين ستكشف مافي القلب ابتعد بقلبه، ولجأء لربه، ماخان بالغيب، وأدرك عبادة القلب،
أدرك أن الطُّهرَ زمرمٌ عذب، والعفّةُ طريقها صعب.. والصّبرُ زادُ المُحبّين والوصولُ غايةُ الصادقين.. فأمسك نبضه،
وذكر ربه، الله الخبير يعلمُ مافي الضمير، وإذا كان ما في الضمير يوافق الخبير، كان الخير القادمُ الوفير،
فاللهم حصناً يدوم، وستراً يحوم، وشهوةً تصوم، اللَّهُمَّ انصرنا بما هذبناه لأجلك، وجاهدناه غيباً لجلال وجهك...
اللهم في القلب شيئ يخفى عن الخلق لا يخفى عليك، فتولى قلوبنا برحمتك، واجمع بين أمنياتنا ورضاك عنا❤️