"
مرحبا ..
سعيدة جداً لأني أكتب الآن بعد ماسمّم الصمت لغتي وذاكرتي وسرق مني أجمل المفردات التي اتغنى بها دائماً ..
سعيدة لأني أحاول أن أتحرر من شبح الخوف الذي يطاردني منذ أن سرقت مني الصباحات / وجهك !
سأكتب بالرغم من كثافة الشعور الذي يجتاحني الآن ،
سأكتب لعلّك ترى كدمات روحي التي تتركها كلماتك في كل مره ..
سأكتب لك ولي ولكل المخذولين ..
حبيبي ..
عندما تغيب وتضيع بين كل هذا الزحام أو تشعر بأن الأيام السيئة تلوّح بيدها لك أو أن الحياة ضاقت عليك بما رحبت ، تذكّر دائماً أني أحببتك من بين كل هذا، أحببتك لسنوات تمنيت لو أعرف نهاية لها ..
أحببتك بكل عاطفتي ، خوفي ، توجسي وأملي ، أحببتك علناً بكل مافيني ، تحديت بك الأصدقاء والعالم بأكمله برهانٍ لم أتوقع أن أخسره في يومٍ من الأيام ..
حبيبي ؛ هاقد خسرت الرهان وربح الأصدقاء وبكيت ، بكيت أيامي الرائعة معك التي خلتها لن تنتهي ..
بكيت لحظات عمري التي ترتبط أنت فيها ارتباطاً وثيقاً ، بكيتك ! أنت الذي جرحتني ومازلت تمشي على جراحي بذكراك التي تزعزع أمني وتماسُكي ، بكيتكوسأبكيك دائماً ..
ها أنت الآن تودعني وتهديني جرح السنوات القادمة في محاولة منك لأن تظهر بصورة قد أكرهك من خلالها ..
ها أنت تحاول أن تمحيني بلُطف بينما أشعر وكأنك تشد يدك على رقبتي لأختنق ببطء ، اتماهى ، أغيب عن الوعي ، أموت وأنساك ..
لأن لا مجال لنسيانك ولا طريق إليه إلا إن كان موتاً بطيئاً يتسلل إلى عروقي ..
ها أنت تذهب الآن ؛ بعد أن غرزت خنجراً في ذاكرتي كلما حاولت أن أتملص منه نفث سمومه في ذاكرتي ودمي ،
حبيبي ؛ لا أعلم إن كنت سأغفر لك لأشعر بالرضا تجاه أيامي أم أترك الأيام تدور لتوقعك في الموقف ذاته وتغرسُ أنيابها في قلبك حينها ستتذكرني ،
ستتذكر قلبي المسكين الذي تركته على قارعة الطريق يبكي غيابك الرمادي ويكتب رسائل لن تصل ..
ستتذكر وعودك التي تركتها في المنتصف كما لو أنك تجهل ماذا تكلفنا الوعود المقطوعة !
ستتذكر همسي في أذنك عندما تركض إلى حضني كلما شعرت برغبتك في البكاء ..
ستتذكر كم كنت أحبك وكيف كنت أختارك دائماً كلما اجبرتنا الحياة على الوقوف بين خيارين !
حبيبي أنت ، ستظل كما كنت دائماً ..
سأتجاهل كل الأيادي التي تحاول أن تربت على قلبي عداك ،
وسأرفض الأشخاص الذين يحاولون أن يتقاسمون معي حزني حتى تعود ، تعود وأشرّع لك هذا القلب المعطوب ليتشافى بك ..
أحبك ويعز علي ذلك .. "
*, أثير آل واكد ..