إلي أولئك الصامدين الثابتين الصامدين الصابرين،

طاب ليلكم...

بالله عليكم وددنا لو نعرف حالكم، ونحسس أخباركم، ونمسح عنكم غبار الظلم، ومشوشات الكربات، لازلنا على العهد والوعد ما استطعنا، فهل لازلتم تترنمون بأصواتكم العذبة تالله أننا لنغبط الجدارن التي تسمعكم، ترى أزلتم تذكرون الناس بالدعاء لكم؟

أمازل موضع سجودكم بيتل من دموعكم...

أمازلتم تحنون للدفتر والدرس لتوقيظون أمتكم الغافلة

تالله إن الدفتر والدرس ليحن إليكم،

تالله ما ملاء الفراغ بعدكم أحداً

تالله مازالتم ولازالتم في قلوب العباد

تالله ما مُلئت محارييبكم بغيركم

تالله أظلمت شمسُ الدنيا، يوم أن غاب عنا مجلسكم،

ومازال كُرسي الدرس يملأؤه الغبار لفقدكم،

أي وربي إنه ليقطعني الحنين إلي سماع أصواتكم،

هذا هو حالنا؟ ليس لن سوى بضعة ذكرياتٍ نتكئ عليها،

ولانملك سوى التجديف بالدعاء في بحر دموعنا الصادقات..

فكيف حالكم

يا فرسان الأمة يا أيها الثابتون على الثغور، يا أصحاب القلاع الحصينة والألسنة الرصينة، يا أيها الثابتون على البأساء والضراء، أنتم دروع الدعوة السابغات أمام أمواج الضلال،

ثبتكم الله حين تقهقر الجبناء، وبدل الضعفاء، وباع الخونة واصصفوا مع الأعداء، وإن ملأنا الضيم، وأصابنا الضعف، فإننا ليس لدينا سوى بضاعة المزجاة بأن نتقسم جزءاً من أعمارنا، ووقتاً من سجودنا، والتنازل عن بعض أمنياتنا بالدعاء لكم

فاصبروا لأننا نتصبر بكم والسلام...