عزيرتي "ريحانة جباري" لازالت أذكر رسالتك ولازالت دموعي تنهمر ولا أدري بكائي لأنني أدركتُ قسوة العالَم معك، أم لأنني أشعر أنني مثلُك لم يحبني العالم... للأسف ياريحانة العالمُ لم يعبأ ولن يهتم لأمثالنا، حين كانت تقع المصيبة علي لا أتحدث وأتجلد، وأتوهم أن الأيام القادمة أفضل، لكن في المقابل ظن البعض أننا أحجاراً
ولم يبالوا برقة قلوبنا، فصفعونا عليها وكسرونا، وتركونا في غيابت الأحزان نتجرع كل أنواع الأسى، لم نكن نملك سوى الحب وقلوبنا النقية، وكم جثونا على ركبتينا ألا تصيبهم طعنات فردوا الدعاء بطعنات لنا، لماذا ياريحانة؟ ،
العدالة في هذا العالم لم تعد موجودة، وهذا الليل يخطفُ عقلي من سيئ لأسوء، وأوحاول بشدة إيقاف نزف الجراح، لكنني إكتشفت أنني أنزف الأيام، اكتشفت أن كل أوجاع الأرض وضعت في قلبي المُهشم فأسير بثقل كعجوز في السبعين من عمرها، عزيزتي ريحانة لعلك الآن في مكان أفضل في دار السلام يصلك أخبار أهل الدنيا عنك.
أخبرك أن الحزن شيئ قليل مما نراه الآن
و الظلم شيئ هين مما في الأرض الآن
والدمع رفاهية لاينالها إلا من كان حزنهم يسير
أقل شيئ في هذا العالم هو الألم
هذا العالم ليس لنا...