ستترك الأيام فيك قصص وغصص، وصدرك صندوق لأسرارٍ لن يفتح إلا يوم تبلى السرائر.. في داخل كل منا قصصٍ دفينة لو حكيت لأبكت، ونموت بدفائن صدورنا تلك التي لايعلمها إلا الله.

حسبُك من قصتك التي تشاركها الله في سجدة، وفي دمعة في خلوة، الله الذي قدر لك تلك الذكرى التي كلما هاجت بك كانت كالسيف الذي يهوي عليك فيذبحك، وليت دمعك يجري، الله الذي خلقك في تلك الحياة الدنيا أخبرك أن دار ابتلاء، لا دار رخاء. فقط وأنت تمر بك الأيام كنزيف مستمر تذكر أن الذي خلقك ماكان ليتركك، اذكره يذكرك، ثم اعلم أن الوحدة التي بك كانت بيونس ﷺ فما نجاه إلا الدعا دعاء الغريق. 

حسبُك من وحدتك، ومن دمعتك أن الله يراها

حسبُك أنك بِت مظلوم، لا بِت ظالماً

حسبُك أنك أحسنت ولم تنطق بكلمة واحدة تجرح فؤاد أحدهم. 

حسبُك من الكرب أنك ازددت رقة وعطفًا. 

حسبُك أنك تعمر أخراك ولو بشوكة الكرب وغصة الحَلق. 

حسبُك باسمه الرحيم أنه سيرحمك فهو رحمن الدنيا والآخرة. 

بكى النبي وأدميت قدماه الشريفتين وشكا لله قلة حيلته. 

وهو النبي!

وبث يعقوب شكواه بعد عن تولى عنهم لله فألقى الله في حجره قميص الفرج.

ضاق صدرُ موسى منهم وخشي ألا ينطلق لسانه فأعطاه الله العضد.

تمنت مريم الطاهرة الموت، وأخرج من رحمها من يخلدها. 

حسبُك أنه من رحم الكرب يولد فرجك.

حزنك الذي بين أضلعك يعلمه الله بل يعلم ما لا تعلمه أنت عن نفسك، دمعك هذا يراه الله قبل حتى نزوله.

خُذ نفساً عميقاً وقل حسبي الله.. 

فمن أدمن حسبي الله ونعم الوكيل رأي نار الشدائد تحوّل برداً.. 

الله العظيم حاشاه أن يراك على الحمد والشكر والذكر ثم يتركك. 

الله هو القادر على أن يُخلف عليك، الله عظيم وصف نفسه بالمجيب القريب فترّقب يقرب لك ويتودد لك، ارفع كفيك لله بقين ترى بحر الشدائد قد انفلق كل فرق كالطود العظيم ومررت أنت.ثم اعلم أنك لست والأوجاع وحدك الله ثالثكما... 

اللهم عوض كل مبتلى، وأسعد كل محزون، وأجبر كل كسير