الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد ..فالمدينة المنورة لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين ذلك لما تمثله من أهمية بالغة في تاريخهم الإسلامي فهي مدينة اختارها الله تعالى لتكون لرسوله صلى الله عليه و سلم مهاجرا ومنطلقا لرسالته ومضجعا لجسده الشريف هاجر إليها صلى الله عليه و سلم و دخلها من أعلاها ،فأعلى الله امرها و استنارت بدخوله لها كما أخبر بذلك أنس رضي الله عنه ، عاش فيها صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إليها عشر سنوات كانت مليئة بالأحداث العظام ،حيث أسس دولة الإسلام الأولى وأقام التوحيد وابتنى المساجد فأسس وبنى مسجد قباء عند هجرته اليها و بنى مسجده الشريف عند مقدمه المدينة ورغب فيهما ولفت الأنظار إليهما ذاك بأجر عمرة و هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ،واختط مسجد جهينة بيده الشريفة وصلى بأماكن متعددة في أحياء الأنصار ودورهم .عشر سنوات احتضنت المدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدت احداث سيرته بأدق تفاصيلها ،فشهدت صلاته وجهاده وغزواته. عشر سنوات احتضنت فيها المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنفس من هوائها، ومشى على ترابها، ودخل حوائطها وبساتينها، وأكل من ثمارها، وارتقى جبالها، وأثنى على وديانها، واستقى من ابارها، وجعل لها حدود للحرم وحدودا لحمى الشجر.فهي شواهد علي سيرته العطرة وايامه النضرة ،

بطيبـةَ رسـمٌ للرسـولِ ومعهـدُ منيرٌ ، وقد تعفو الرسـومُ وتهمـد
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمـةٍ بِها منبرُ الهادي الذي كانَ يصعـدُ
وواضحُ آيـاتٍ، وباقـي معالـمٍ وربعٌ لهُ فيـهِ مصلـىً ومسجـدُ
بِها حجراتٌ كانَ ينـزلُ وسطهـا منَ اللهِ نـورٌ يستضـاءُ، ويوقـدُ
معالمُ لَم تطمسْ على العهـدِ آيُهـا أتاها البلـى، فالآيُ منهـا تجـددُ

وحري بالمسلمين عامه ومن شرفهم الله بسكنى المدينة خاصة أن يتعرفوا على سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم من خلال الوقوف على معالم المدينة من المساجد والآطام والاودية والابار والجبال والوديان فيستلهموا العبر من ذاكرة تلك الاماكن والمعالم. والمدينة بهذا تبز كل مدائن الدنيا بما حباها الله من معالم متنوعة فهي تحوي بالإضافة إلى معالم السيرة النبوية، معالم تأريخية وشواهد حضارية ومعالم طبيعية.وما أجملها من مبادرة تلك التي أطلقتها إدارة تعليم المدينة المنورة ليعيش أبناءنا الطلاب التأريخ الاسلامي من ارض الحدث وليسمعوا ويشاهدوا مواقع أحداث السيرة فيكون ادعى للثبات، وليعتز ابن المدينة بمدينته فيعلم منزلتها ويقدرها قدرها، فجزى الله القائمين على المبادرة خير الجزاء.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وكتبه صالح بن عوض الجهني مرشد سياحي ،عضو جمعية المرشدين السياحيين مؤسس فريق معالم وآثار المدينة التطوعي رئيس مجلس جمعية البر الخيرية بالمليليح7 رمضان 1439هجرية - المدينة المنورة