دعنا نسير سويًا في أروقة الصحبة، إدراكًا مني بضعفك وضعفي ووحدتي، ووحدتك ومشقة الطريق، والفتن الخاطفة وليكن لنا ثلاثة قوانين نتعاهد عليها في تلك الصُحبة
(إلتقاء /انتقاء / إرتقاء)
ثلاثة قوانين أُعاهدك عليها ماكان في النبضِ نبض وفي الطريقَ درب، لن أتركك ماحييت عليها، فهات قلبك ضامًا إلي كل جراحك، سأكون دمًا في قلبك، وعضداً لك في دربك، وضامداً في جرحك، حتى نتجاوز المفاوز ونصل للفوز بإذنِ الله
فأما قانوني الأول في عهد الصحبة
"إلتقاء" لنضع في زمان الفتن أنت وأنا في لقينا كلقاء أهل الكهف يركب النبض مع النبض، ويواسي القلب القلب، ويعتزل المركب الفتن، نصبر أنفسنا مع الذين يدعون ربهم، ووهذب قلوبنا وأرواحنا، حتى يولد من رحم الصبر النصر!
نلتقي في كهف غربتنا ونسبط أيدينا يميناً ويساراً والفتن باسطة يدها إلينا بالوصيد، نلتطف ولايشعرن أحدٌ بما نتجرع من مرارة الصبر، حتى ينشر الله لنا من رحمته، ويهيئ من مرفقاً، ويهبنا الرشد في زَمن الغي، والبصيرة في زمن العمى، والهدى في زمن الضلال، حتى يشرق في نفوسنا نورُ الإيمان بالله.
"انتقاء" وفي الانتقاء اصطفاء
اختارك معي في الطريق كما دعا موسى أن يمده الله بالعضد في أخيه، جدار قلوبنا لايتقوى إلا بالصاحب الصالح المنتقى
وأما في العلم فلا نجالس إلا التقي ننهل من علمه كما نهل موسى من الخضر ونتأدب معه، متعطشين لهداية الحيران وثبات الأركان.. مباعدين أهل الداء والأهواء... متقربين لكل خضرٍ في زماننا
متسائلين عن كل علم هو سالكه وكل فعلٍ هو فاعله، نسد أيدينا إلي ركبتيه، ونضع أيدينا لفخيذه، نسأل ونتأدب وننهل ونتعلم
أدب العلم قبل العلم نفسه، والعلم غاية يُسار إليه ولو حبواً، وقطوفه لمن علوا به دانية، في جناتٍ عالية، فنعم الانتقاء!
"إرتقاء"
هذب أفكاري، شجعني وشد على يدي فلا تفتر همتي، ولا أقعد عن غايتي، نهون الطريق على بعض بقولة "لاتحرن إن الله معنا"
كجندِ محمد همتنا، نحن درعُ الدين، وعلى أكتافنا نحمي الدعوة من الغربة للهجرة ومن الفتح حتى فك الأقصى، لسنا قلة ولسنا ضعاف، وإن كنا مشتتين الدرب فعند الجنة سنكون أكثر الأمم دخولاً، نهيئ مركب السير، ونترك ما يعقب الطير، لانبالي بما كان ونضع لأمة طريقاً بحول الله لما سيكون، ندرك أن الدنيا اختبار والعاقبة لمن يحسن العمل، ويَيثبت حتى يأتي الأَجَل..
ثم ختامًا يا صاحبي
من أراد المحامد كان جبينه لله ساجد، فلا يخدعنك طول الأمل عن حتمية الأجل!
ولا يشغلنك الظنون عن المحتوم!
الطريق لمن صدق، والوصول لمن ثبت...
فولَ قلبكَ تجاه ربَك تلقّ نوراً، وحبوراً، لتكن صحبتك أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي بأكلها كلَ حينٍ بحفظ ربها، يستظل منها الصحب، وينتفع بها الرفاق
هنا تتحاول الصحبة من مجرد ضيقٍ في كهف الحياة،
إلي غرسٍ ليوم القيامة، وتتحول الصحبة والمشاعر، إلي مشاعلٍ على الطريق تهدي الحائرين وتنير درب السالكين، وترضي رب العالمين!
مَشاعلٌ ومَشاعرٌ
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين