دائما ماأتعجب من سِيرِ العلماء وتواضعهم بالعلم،،

وأَشْعُر بل أكاد أجزِم أن النفس البشرية تحتاج إلى تهذيب بين الحين والآخر حتى مع ضعفها وعدم ملكها لأي شئ ،،

يقول عطاء بن أبي رباح: إن الرجل ليُحدِّثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمِعتُه قبل أن يولد؛

(سير أعلام النبلاء؛ للذهبي، جـ 5، صـ 86).

ويقول يحيى بن معين قاصدا الإمام أحمدبن حنبل: مارأيت مثل أحمد صحبناه خمسين سنةً، ما افتخر علينابشيء مما كان فيه من الخير؛ (سير أعلام النبلاء، جـ11، صـ214).

رقي أخلاقي مُبهِر ،، 

مهما بلغ مقدار علمك،، 

اجعل صدرك واسعاً فضفاضاً لمن يتعلم،،

استمع له حتى لوكانت المعلومة بالنسبة إليك (قديمة جدا) لكنها للمتعلم حديثة وحريص على أن يُسْمِعك إياها.

حينما تقرر أن تكون مُعلماً مُؤثراً قائداً لابد أن تحفّز كثيراً وتساعد من حولك ليخرجو من عالمهم الضيق إلى العالم الواسع،،

وكثيرا مايكون هذا الأمر بالتواضع أن تنزل إلى مستوى الآخرين حتى لو كنت أكثرهم علما.

ياصديقي:

في القرن الواحد والعشرين ولّى زمن العالم الذي يفهم في جميع التخصصات، وأتى زمن التخصص الدقيق بل الأدق،

 فالحياة ليست تفرّد واستبداد،

الحياة تكامل وتشارك بالمهارات بالمواهب،

الحياة تعلمنا أن المعرفة متجددة وأننا في زمن نتعلم من ابناءنا وطلابنا ومن تحت قيادتنا.

الحياة تعلمنا أن الجميع مميز في مجاله، ضعيف في المجالات الأخرى يحتاج في مشاريعه لأكثر من تخصص لتكون أقوى وهذا هو أساس العلاقات بين البشر تبادل المنفعة.

علينا توحيد الرؤية ،، تشارك الآراء ،، الإسناد والدعم لبعضنا في أي مشروع، لكي يكون المُخرج فريد مميز.

في مقابله للدكتور عبدالله العجيري يتحدث فيها عن تأليفه لكتاب (زخرف القول) والذي شاطره التأليف د.فهد العجلان.

يقول:

( من كثرة مراجعات الكتاب معاً،، هناك بعض الفقرات اقرؤها لاأعلم من كتبها أنا أو د.فهد) انتهى كلامه.

مازالت كلماته تتردد في ذهني كثيراً جداً،،

أن نصل لهذا المقدار من التآلف والتآخي ليس المهم أن نعرف من كتب هذا بقدر الإهتمام بتحسين الكتاب،، 

نحتاج أن نكون أكثر تواضعاً تفهماً تآلفاً تشاركاً نهتم بتجويد المُخرج،،

نحتاح أن نرتقي من (الأنا) إلى (نحن)

القائد العالم المميز (ليس المتميز بعلمه ومعرفتة) بل الذي (يقود الدّفة كلها نحو التميز ويُشْعر كل فرد بتميزه).

القائد المميز هو من يعرف مهاراته جيداً  ونقاط قوته وضعفه،، ويعرف مهارات من يقوده ويوظّفها توظيفاً دقيقاً،،

قال تعالى على لسان موسى عليه السلام:

{قَالَ رَبِّ إنِّي قَتَلتُ مِنهُم نَفسًا فَأَخَافُ أَن يَقتُلُونِ * وَأَخِي هَرُونُ هُوَ أَفصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرسِلهُ مَعِيَ رِدءًا يُصَدِّقُنِي إنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدٌّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجعَلُ لَكُمَا سُلطَانًا فَلا يَصِلُونَ إلَيكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغالبون}

القائد العالم المميز هو الذي يؤمن أن سبب تميزه هو الله وأنه هو المعطي المانع وأنه كلما زاد علماً زاد تواضعاً وقرباً من الله

قال تعالى:

{رَبِّ إنِّي لِـمَا أَنزَلتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ, فَقِيرٌ} [القصص: 24]