وصلني خبرُ أنك مرتجف الروح، كسير القلبِ تدّعي الصلابة كفارسٍ أَبِيٍّ مثخن الجراح في المعركة!، ها أنا أقف على أعتاب قلبك وأرى جراحك جيداً، وأقف بحرفي وقبله قلبي عله ينقذُك من الذبول، ويشرقك عقب الأُفول، ومهما أدعيتَ القوة فأعلم أني روحٌ لست كغيرهم، أدرك جيداً أنك تحاول الصلابة لأن نفسك أبيّة وهذا من حُسنَ أدبكَ مع الله، أعلم أنك مليءٌ بـ الثقوب ، بـ الذكريات ، بـ آلامك الخاصة و محاولاتك التي لا تنتهي، ولا زلت تردد (وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت) قائمًا بعد الذبول باحثًا عن فجرٍ جديد ماضياً في الطريق وحيد 

ولذلك اعتبر حرفي مجرد عضداً لك إن شئت، أعلم أن النفوس غائرة بأسرارها، مملؤة بأثقالها ومن ضعفنا البشري وكمال الخالق أن يهب لك الحب دون مواربة، الاحتضان دون غدر، الصدق دون تشويه، والضعف في لحظات يحتاج إلي يد حانية تذكرنا بلطف الله ، وسبحان الذي يعلم ضعفك ويرى مكنون صدرك، فمن لُطفُ ربّك ..

يدٌ تلمس ثُقب القلب فترويه، وسَير الدرب فتبنيه، وشتات الأمر فتهديه، يا صحاب الروح التقية، والنفس الرضّية، لك ربٌ جواد

لولا البلاء الذي نزل بك ماكنت لتعرف من حولك، ولولا كسرك ما عملت معنى جبرك!

سأخبرك خبراً لايضيع الله عبداً به تعلّق، وبكتابه تخلّق، ولحرماته تحرّق، لذا اجعل بينك وبين الله سراً يحتويك، وفقراً له يُعبِد طريقَ حبُ الله فيك، ومن آيات الله بوصلة تُهديك

لاتدع آية تمر دون فهم، هذب قلبك، ووطهر نفسك، وأخلع يأسك

و لربك فكبر، وله فاصبر، ولا تمنن تسكثر، ليس مهمًا إن لم يعلموا أنك غارقٌ في التفاصيل، حملُك ثقيل، رحلتك مؤلمة، دربك صعب، لكنَّك في قلب الصراط ما دمت تحاول، وأعلم أن الله سيرزقك من يسير مثلك على الصراط حتى تتعجب من تشابه روحيكما، 

لملم شتات نفسك، وأذهب إلي ربك، وتزمل بالصفات العلى وتدثر بالأسماء الحسنى، وأعلم أن دعائي بظهر الغيب مستجاب وهذا كلام الحبيب ﷺ

وأعلم معنى أدعو لك يعني أن أعطيك نِصفَ سجدتي، ووقتَ حاجتي، أن أهديك بصدق الحُبّ سرًا، والحرص جهرًا والوفاء دهرًا، أن أشد حبال الرجاء واختار لك العناية من الله ظِلًا، 

قد لا أراكَ لكنّي أشعر بك، لأنه أنا أنت وأنت أنا

فأنا وأنت جزءاً من جسد الأمة ولستَ عضواً أبتر، وأنين روحك يُسهرني بالحمى والشافي هو الله، وإذا أوصيتني بدعوة يعني أنك أؤمن بي وأتلمس حاجتك كأني أنت أنا، وكونك اخترتني من بينهم وألزمتني الدعاء، يعنى أنك تري في روحي الوفاء، 

يعني أمسكتَ قلبي، وسرتَ بقدمي مسيرَ ألف عام،  لتعرج إلي السماء، واتّكأتَ على كل ضعفي، وفقري حتى استأسد فأطلق الله لساني لك بالدعاء، فسر بخطى ثابتة بيقينٍ، وبصَبرٍ يَجلِدُ أيامك العجاف، ولاتغفل عن لطفُ الله فيك.. في سيرك وخطاك، وفقرك وغناك، وغداً سيلقى عليك قميص الفرج، وتكبر تكبيرات الفرَح

وتقول ذهب الضر، وبقي الأجر إن شاء الله!