يستمر الهجوم على الحكام في كرة القدم يوم بعد يوم و الضحية دائماً في حالة الخسارة هي للحكام ، في العالم العربي و اوروبا و كل انحاء العالم .. ولكن هل الحكام يعيشيون حياة جميلة من الناحية المالية من المهنه التي يمارسونها ؟
وسط الإستهجان و الغضب و الاحتجاجات الحكم يدخل بكل هدوء الى غرفة تبديل الملابس و لا يعلم ان العاصفة متعلقة به.
" إنه شيء سخيف " حسب احد الحكام السابقين لموقع The Athletic ( ولكن عندما تمشي من الملعب و المصور يلحق بك بعد نهاية المباراة تعلم ان الناس تتحدث عنك ).
هذا الموسم اتخذت العاصفة قوة إضافية بسبب إستخدام الـ VAR في الملعب و مقرها الرئيسي ستوكلي بارك.
ولكن إذا كنت تعتقد ان مايكل اوليفر كان قادراً على مشاهدة لمست اليد من ارنولد بين شوطين المباراة قبل ان يتجه الى تحكيم الشوط الثاني فقد تكون مخطئاً.
في غرفة تبديل الملابس بين الشوطين يقوم الحكام بأكل الكيك و الموز ولا يوجد للحكم او المساعدين أي فرصة للنظر في اللقطات لإن الغرفة لا تحتوي على شاشات تليفزيون ولا يسمح للحكم الرابع النظر في اجهز الكمبيوتر اللوحي للمدربين المساعدين ، الهواتف المحمولة ايضاً ممنوعة من الحكام ولا يمكن لهم رؤوية الإحتجاجات في مواقع التواصل الإجتماعي.
نفس الحكاية يتم تطبيقها في مقر تقنية الفيديو ستوكلي بارك حيث يتم اغلاق الغرفة قبل انطلاق أي مباراة بـ 45 دقيقة ويجب على كل فني و حكم تسليم الهواتف الذكية و هناك اجهزة تسجيل في السقف لمراقبة المحادثات داخل كل غرفة و تحتاج الى مراقب في حالة الرغبة للذهاب الى الحمام لكي يراقبك اثناء ذهابك.
طلب من الموظفين الفنيين الذي ليس لديهم أي قرار تحكيمي و محادثات مع الحكم الرئيسي الكشف عن ميولهم الكروي و ولاءاتهم الشخصية لكي لا يسمح لهم بالعمل في المباريات التي تضم انديتهم او اندية منافسيهم.
الرئيس السابق للجنة الحكام كيث هاكيت يعتقد ان تطبيق تقنية الفيديو في انجلترا كان كارثياً.
يقول هاكيت : اننا نحقق هراء من الـ VAR سيخبرنا مسؤولي التقنية بأننا لم نستخدم الـ VAR الا لمدة 9 اسابيع و ما زلنا نتعلم. وهذا غير صحيح حيث استخدمنا التقنية لمدة عامين في الكؤوس. استخدام الـ VAR بحاجة الى إعادة هيكلة.
في العام الماضي خسرت الكرة الإنجليزية 6664 حكم لذلك سيكون امر عجيب جداً لو رأيت حكم يقول أنها مهنة رائعه.
خصص الإتحاد الإنجليزي 18 مليون جنيه استرليني سنوياً للجنة الحكام المحترفين في انجلترا لكي تقوم بإدارة امور الحكام في الدوريات ككل ، حيث تم إنشاء اللجنة عام 2001 وتهدف اللجنة الى تدريب الحكام و تجهيزهم لمباريات كرة القدم قبل بداية الموسم و اثناء الموسم و يوجد بها حالياً 115 حكم محترف يدفع لهم سنوياً 8 مليون جنيه استرليني من الأجور و المزايا.
من ضمن الـ 115 حكم هناك 65 حكم متفرغين للتحكيم فقط و هناك 17 حكم متخصصين للبريمير ليغ فقط من اصل 115 حكم مسجل في اللجنة.
يدفع راتب لكل حكم بالبريمير ليغ سنوي بقيمة 70 الف باوند بالإضافة الى 1000 الف باوند مكفأة لكل مباراة يقوم بإدارتها في الملعب او عبر تقنية الـ VAR.
رئيس لجنة الحكام مايك رايلي يحصل على 184 الف باوند سنوياً مقابل إدارة اللجنة. هل لا يزال هناك شخص يراها مهنة رائعه ؟
حكام التشامبيون شيب و الدرجات الأخرى يحصلون على 350 باوند فقط مقابل كل مباراة يقومون بتحكيمها ، ولكن لا يحصلون على راتب ثابت اخر. ويحصل المساعدين على 250 باوند فقط في كل مباراة.
50 باوند هي قيمة تحكيم مباراة في دوري الهواه ، ايضاً الحكام عليهم جلب بطاقات و صافرة من اموالهم ولكن يتم توفير زي واحد فقط خلال الموسم و في حالة الرغبة بالحصول على المزيد يقوم الحكم بدفع المال.
هناك حكم بالتشامبيون شيب يقوم بالتحكيم بصافرة قام بشراءها منذ 9 سنوات. هل هي مهنة جميلة ؟
ويقوم مركز التحكيم بإجبار الحكام للإعتراف بميولهم الشخصي للأندية و هنا في تقرير سابق نشر عام 2014 لصحيفة الميرور يبين ميول بعض حكام البريمير ليغ /
هاورد ويب: روثرهام
كلاتنبيرغ: نيوكاسل
مايك دين: ترانمير روفرز
كيفن فريند: ليستر سيتي
انتوني تايلور: الترينتشام
مارتن اتكينسون: ليدز يونايتد
ستيوارت اتويل: لوتون تاون
مايك جونز: تشيستر
لي ماسون: بولتون
مايكل اوليفر: نيوكاسل
جون موس: سندرلاند
ختاماً الفجوة بين الحكم و اللاعب كبيره جداً من ناحية الرفاهيه و الحماية وعلى الإتحادات التحرك بسرعه لإيجاد حلول واضحه لحماية الحكام مالياً و نفسياً .. كرة القدم لعبة تدخل عالم الإحتراف بشكل كامل في العالم عام بعد عام و الحكام جزء اساسي من اللعبه حيث لا تستطيع إقامة اي مباراة في حالة غياب الحكم عن المباراة.
......................................................................
كتابة : نواف العقيّل
تويتر : @nawaf_oga
للإعلانات يرجى التواصل عبر :
[email protected]