حين جعل الإسلام القوامة للرجل وجعل له بعض الخصائص التي تعينه على أداء دوره في الدنيا و التزود للقاء ربه ومحاسبته على ما فعل لنشر الحق وتحقيق السعادة التي يفوح أريجها في قلب المسلم ونفوس القابلين لها من الناس .. ظن جماعة من رجالنا - غفر الله لهم - كما ظن بنو إسرائيل أنهم شعب الله المختار وأن المرأة هي من الأميين الذين ينبغي أن يخضعوا لهم لالشيء إلا أن الإسلام جعل لهم حقوقا لم يدركوا ما الذي يترتب عليها من واجبات .
وإلى هذا الصنف لا إلى العارفين الملتزمين حدود الله أوجه اتهامي بمساهمته في كثير من الانفلات الذي لحق الكارهين لفعله حتى ظنوا أن العيب في الإسلام ومن كان منهم حريصا على البقاء على دينه سلك مسلك القائل ليس للرجال حق وإن فهمكم للإسلام قاصر .. وبدأت النسوية وغيرها تتسلل بين صفوف الجهلاء بطبيعة توزيع الحق والواجب في الإسلام ■
وندائي الآخر أوجهه إلى من زعم أن الحق مقصده وأن الإسلام دينه أن أثبت صحة مقصدك وحبك لدينك وثقتك بعدل ربك وحكمته..
نداء يشمل كل امرأة ورجل من المسلمين .. ألا تضربوا الإسلام وأحكامه العظام بجهلكم وانتقاما من سوء تطبيق جماعة منكم له ..
فالرجل والمرأة مخلوقان لله عظيمان سخر لهما مافي السموات والأرض ليقيما الدين ويعبدانه كما شرع .
ووزع بينهما الخصائص وأعطى لكل حقه وجعل عليه واجبا ثم رتب الجزاء الأخروي بعد الدنيوي على مدى الإحسان أو الإساءة في انقياد كل منهما لشرعه عزوجل .
قال الله سبحانه: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) -النحل ٩٧-
فلنضع أمامنا هدفنا من أعمالنا ولنستحضر الجزاء..
فإن الله حكم بالعذاب على فرعون وهو رجل وعلى زوج نوح عليه السلام وزوج لوط عليه السلام وهما امرأتان..
كما كرم بالجنة نوحا ولوطا عليهما السلام وهما رجلان وكرم بها مريم وآسيا رضي الله عنهما وهما امرأتان •°
فلنحذر الهلاك ونسأل الله العون على سبيل المفلحين ●
ملاحظة * المقال قصير للتذكير فقط وليس لاستيعاب بيان كمال أحكام الشرع ومدى البلاء بالجهل وضعف تعظيم الشرع وقلة تذوق طعم الإيمان .
فلمن أراد الحق والطمأنينة والفخر بالإسلام فأمامه أبواب التعلم من مظانه المعتبرة ○•°
١٤٤١/٣/١٢