هذا الكون الذي خلقه الله ودبر أمره وجعل له دين منهاجه وشرعه
الذي خلق كل هذا سينصر دينه في النهاية، ويجعل التمكين على أيدي صفوة الأرواح التي إرتضى لها مرافقته في جنات النعيم
حيث الخلود في النعيم المقيم مع الرفيق الأعلى والتطلع إلى وجهه الكريم
ومصاحبة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين والأحباب الذين أحببناهم في الحياة الدينا
هؤلاء الذين حملوا هَم دينهم وامتهم فصغرت الدنيا أعينهم فكانت حياتهم موت وموتهم حياة!! لم يرضوا الدنيا دار
فأنفوا حياة الذُل، وصاغوا بكلماتهم نيران، ولم يهادنوا في دينه، فكانوا كالبركان المشتعل، ويعدُون كالعاديات بكلمات التوحيد !!
لايعرف لهم التاريخ اسمًا، ولاصفة،
عاشوا غرباء وماتوا كذلك
ويكأنهم ورثوا عمل صاحب النقب وأحيوا الامة في صمت فكانوا كالأُسود إذ يُخفون زئيرهم، ينتظرون النصر من الله
حملوا راية نشر التوحيد، وأختاروا أن يكونوا على نهج ابن تيمية و ابن حنبل فلم تزعزهم الرياح العاتية قبضوا على جمر دينهم ولم يكتموا الحق ..سقوا الناس من أنهار العلوم وأبصروا أن كل هَم هو فسيلة لهم في جنات النعيم
فكانوا مشاعل الأنوار وإن كان ضوء المشعل بإحتراقهم على الطريق ليضاء لغيرهم الطريق!
هم في الحقيقة ليسوا صلاح الدين، ولا قطز، ولانور الدين زنكى إنما هم الذين علموا من علّم صلاح الدين ! قد لايكونوا حملوا السيف ولكن ماتوا وهم يحلمون بالسيف، والعزة فنشروا التوحيد فكانوا الجيل الأول الأنقى الذي حمل الرايه في أولها وسلموها جيلًا في جيل حتى أتى صلاح الدين فكان أجرهم أعظم من أجر فتح الاقصى !!
فكانت عزيمتهم ك هِمة الأنصار حين حَموا رسول الله بالمدينة
وكانت الأرض كلها تشهد على فعلهم وتبكي غبطة لهم في كل لحظة وحملة العرش يستغفرون لهم!!
فاستحقوا  بكل جدارة أن ينالوا المهر الغالي
بأن يجعلهم الله مع النبين والصديقين والشهداء وأن يجلسوا معهم على كثيب من مسك وحديث يحدثهم الرحمن مباشرة...