أجنَ عليك ليلٌ حالك؟ كم ممن مرة ظننت أنك هالك؟

كم من مرة لوذت للقدير المالك؟ فنجاك وأعطاك؟ 

لله ملك السماوات والأرض، لله جنود السماوات والأرض.. وما تملك أنت؟  كم من لطف أوصله إليك فيما مضى؟ كم من خير تتقلب فيه الآن؟ كم من رزق فاض عليك من الرزاق الكريم؟ 


وفي المقابل 

كم من مرة ظننتَ السوء بربك وما أجهلك، يوم غفلت عن علم الله بحالك، أنت لا تعلم حتى ما الذي يحدث على مقربة منك، لا تعلم ما الذي يحدث في جسمك أنت، وكفى بالله عليما!

أنت لاتعلم ما خلف الجدار فكيف تعام ما خلف جدار الغيب! 

لو أراد الله لك الهلاك ما دلَّك على الدعاء وما جعل تبسل دمعاً

(وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (76) 

ولما أعلمك أسمائه الحُسنى تتخيّر منها ما تشاء

ليناسب كربك فتبرأ، وعلى كسرك فيجبر، وعلى دمعك فيكف، وعلى حبكَ له فيربو، وعلى كل أمرك ليحيا.

فما عليك إلا تتوضأ باليقين وأن تخلع يأسك، وتستغفر من ذنبك وتدخل وادي الدعاء المقدس! 

وهل كان موسى الكليم ﷺ يتصوّر أن البحر سينفلق له؟ هل كان عيسى ﷺ يتصوّر أن الله سيرفعه إليه؟ 

وهل كان إبراهيم ﷺ يتصور أن النار ستحول برداً؟ وسكيناً لاتذبح فلذة كبده! 

أم كان هل كان أيوب ﷺ يتخيل أن الله سيعوضه أبنائه ثانية وقد كان كل آماله أن يبرأ فيأتي فرج الله واسع بالدعاء

وهل كان كرب يونس ﷺ إلا تأميناً له في بطن الحوت

نصر الله رسولهﷺبـ(رعب)ألقاه في قلوب أعدائه!

و نجّى يوسفﷺمن ظلمات السجن بـ(رؤيا)تسللت إلى الملك بلطف في المنام!

 ما يدريك ما الذي ينجيك من حالك؟

لذلك،ولأن قلوبنا قليلة الإيمان هذه هشّة، علينا أن نواجه يأسنا كل مرة ،بالاستعاذة واللجوء إلى مالك الملك،أن يصِلنا برحمته ولايكلنا إلينا

شُد حبال الرجاء، وسر في وادي الدعاء، وأخلع يأسك وإلزم محرابك، و انظر في حال من نجا قبلك بالدعاء 

وأعلم أن كل عطاءٍ يأتيك بعد تبصر يكن عظيماً لا يقف بوجهه شيء والسلام