سأنتخب فالح أبو العمبة !...

رحيم الخالدي

الإنتخابات ظاهرة حضارية، تجعل السلطة بيد المواطن وهو من سيختار، وليس من يأخذها بالإنقلاب أو القوة، كما كان السائد سابقاً، وإن كانت الديمقراطية جاءتنا بالقوة، لخلع الدكتاتور لكنها بداية جيدة .

أخذ الحاج فالح ابو العمبة شهرة واسعة، على نطاق بغداد والمحافظات، والكرادة بالخصوص لأنه يعمل فيها بكافيتريا بسيطة، ومكان صغير يكان يحوى أقل من خمسة عشر فرداُ، بعدها يكون زحام لا يكفي .

قادتني قدماي له، لكثرة ما يطرحه الكثير من الأصدقاء الذين زاروه، يتمتع بأخلاق فريدة من نوعها، كريمٌ بَشوش، الإبتسامة على محياه، ويُكَلِمُكَ بأدب وهُدوء، وعندما تنتهي من أكل "لفة فلافل"! يبادرك (خليهه علينه)، تدخل للكافيتريا لترى ما لم تراه في مكان آخر، ونظامه صارم مع عماله! ويقول أرواح الناس وصحتهم أمانة في عنقي، فترى المحل نظيف جداً، ويتحرك بين الحين والآخر، ليمسح مكان ما تركه الرواد من فضلات وهو صاحب المحل! بينما عماله كثيرون، وبإمكانه الجلوس على الكرسي ويأمر وينهي، والظاهر أنه يعمل من مبدأ "عينك على مالك دوه "، الكل من العمال له مهام وملتزم بعمله، النظافة تعم المكان، وتقسيم الأدوار هو المعيار في النجاح، إضافة لذلك جعل نفسه عاملا معهم! فأعطاهم الدافع في العمل، وما يتميز به هو السرعة مع النوع، أحدهم يقف على "الطاوة"، وآخر يفتح الصمون بآلة، وآخر يجمع ويحشي الصمون بفلافله الطيبة وباقي الأغذية الأخرى، وعامل آخر يجهز ويضع لك اللفة في كيس ورقي، أستنتج من ذلك أنهم خلية نحل، والسبب يعود لفن الإدارة، والعمل المتقن لا يمكن إستيراده بقدر ما يملكه " فالح "، وكونه صاحب تاريخ في بغداد جعلت منه أسم على ماركة مسجلة، كما أتمنى من حكومتنا أن تقوم بزيارة له، وتستمتع بأكل "لفة فلافل" على حسابه، وتعمل كما يفعل الحاج فالح أبو العمبة في فن الإدارة .

رئاسة الوزراء وإدارتها لا تحتاج الى تفكير، والاستشارة من ذوي الخبرة ليس بالعيب، بل هو الصواب بعينه، وترك البطانة التي كانت تدير دفة الحكم في الفترة السابقة، وإستبدالها ممن يمتلكون القرار والدراية، هو من سيسير في الطريق الصحيح، والإئتلاف الوطني هو المرجع والكتلة الاكبر، وليكون القرار قبل صدوره محور نقاش ودراسة ومشاركة، ليظهر بالصورة الناصعة ليُستفادَ مِنهُ، وليس التذمر كما حصل في الفترات السابقة، حيث لم يسجل أي نجاح! بل من سيء الى أسوأ!

ومن باب الإستفادة وإتخاذ قرار مصيري ينفع العراق بكل أطيافه، اليوم أمام حكومتنا إختيار صعب، وإستغلال الفرصة التي لا تتكرر، والإسراع بالطلب من الجانب الروسي، بضرب كل الأهداف المتاحة أمامها، وهي تعرف كل الأماكن، من خلال المراقبة بالأقمار الصناعية طيلة الفترة الماضية، وترك أمريكا هي وإرهابها يذهبون الى الجحيم .