هل التخطيط الفعّال هوَ أن يبدأ بداية كل عام؟

كيف أكتب خطّتي؟

هل تساعدني الخطط على الإنجاز والعمل وتحقيق الأهداف؟

دائمًا أكتب خططي، لكنني لا ألتزم بها، مالّذي يساعدني أن ألتزم بخطتي؟

أما بعدُ هذه الأسئلة...  يأتي السؤال الأهم:

لماذا يكثر الحديث عن التخطيط؟ هل له أهميّة لهذه الدرجة؟

فالجواب، الآتي:

جُبِلت الحياة على الترتيب، وسُيّرَت في نظام، والإسلام قد أولى التنظيم عنايةً فائقة، سواءً كانت على النطاق الشخصي، أو على نطاق المجتمع، الصلوات الخمس –على سبيل المثال- تُنظّم حياة المُسلم، الليل والنّهار، تأكيد النبي –صلى الله عليه وسلم- على أهميّة العمل بإتقان، إشغال وقتِ الفراغ... وغيرها. فالمُسلم أوْلى من غيره بتنظيم حياتِه، ووضع أهدافه.
لماذا أخطط؟

لأنني مُسلم، خُلقتُ لهذه الحياة للعبادة، والخلافة في الأرض، يجب أن تكون لديّ أهداف، وأن أستغل طاقتي وقدراتي، للسعي لتحقيقها، أطلب العلم، والرزق، والحضارة ورقي الأمة.

لكن هل يجب عليّ أن أنتظر بداية العام أو الشهر أو الأسبوع لأضع لي هدفًا لأحققه؟

الحياة أبسط مما تخيّله، كلما فكرت بـالسعي لهدفٍ ما، اكتبه وجَدوِله، دون النّظر إلى بداية السنة، أو الأسبوع، لا تبدأ كل الأهداف في يومٍ واحد، ولا تجمعها في سلة واحدة، وانتظارك ليوم 1/1 هو تسويف منك لأهدافك، ابدأ في أي هدف لك قد درسته وحدّدته في وقته، جُبل النّاس على توزيع أهدافها بداية كل عام، من أجل تقييم ذاتها، والسّير في خطة أكثر تنظيمًا ليس إلّا.

ماذا أكتب؟

قبل أن تكتب، فكّر، لا تجمع عليك عشرات الأهداف التي تتمناها في حياتك في فترة وجيزة، أو تكتب أهدافًا عشوائية لم تحدد خطّـتها، عليك أن تجلس مع نفسك، جرب أن تكتب مسوّدة، قد تمسحها عشرات المرات، وقد تحتاج إلى أربع أو خمس ساعات لتكتب خطتك، هذا لا يهم، المهم أن تخرج بخطة قريبة من واقعك، واضحة، ومرنة.

.

.

يمكنك قبل أن تكتب خطّتك أن تشاهد هذه الحلقة المُلهمة، ساعة واحدة ليست طويلة بالنّسبة لـ أكثر من 8700 ساعة في السنة.

منظومة التخطيط وتحديد الأهداف

أهدافك الرئيسية ماهي؟ هل أنت طالب، أم موظف، أم صاحب مشروع هدفك الأساسي الذي سيُشكل العمل عليه ثلث وقتك أو أكثر، ويشغل الجزء الأكبر من ذهنك.

ثم أهدافًا فرعيّة، تدخل في:

( الجانب الديني: وهو الأهم فمن لم يتقدّم في علاقته مع ربّي فكيف سيتقدّم في حياته؟ هل ترغب بحفظ أجزاء من القرآن ، قراءة القرآن بتدبّر أكثر من 5 مرات مثلاً، أن تعوّد نفسك على أداء النوافل، نسبة شهريّة من مرتبك للصدقة، تحسين سلوك دينيّ، ترك معصية، أو أن تزيد ثقافتك في الجانب الشرعي )

( الجانب الاجتماعي: ويأتي في الأولويّة الوالدين، الإخوة، الزوج، الأولاد.. ماذا ستعمل لأجل أن تقوّي علاقتك بهم أكثر؟ وما دورك تجاه مجتمعك؟ )

( الجانب الصحّي : كما قال حبيبك –صلى الله عليه وسلم: "ولجسدك عليك حقًا" كم تودّ أن تخسر من وزنك؟ هل تمارس الرياضة أربع مرات في الأسبوع على الأقل؟ هل تشرب كميّة كافية من الماء؟ هل لديك عادات صحيّة خاطئة؟ )

( الجانب المهني: هي عملك، أو دراستك )

( الجانب الثقافي: هل أنت ممن يُحب أن يكتسب المعرفة من القراءة أو السماع؟ كيف ستزيد من ثقافتك هذا العام؟ )

وهناك غيرها من الجوانب تختلف أهميّتها من شخص لآخر: الجانب المادي ، العادات ، التربوي، التعليمي ... الخ

نموذج مجاني يمكنك طباعته والاستعانة به

كيف ألتزم بما أخطط؟

قبل أن تفكر في الالتزام بما تخطط، عليك أن تراجع خطّتك حسب ما يلي من النقاط – من قراءاتي البسيطة وتجاربي-:

لا بد من أن تجعل أهدافك:

*واقعية: فلا تتخيّل مثلًا أنك تستطيع قراءة 100 كتاب خلال سنة، وأنت لم تُعوّد نفسك على القراءة بعدُ، ولديك أهدافٌ أخرى غير القراءة.

*واضحة: تجنّب أن تكتب هدفًا عامًا دون أن توضحه مثلًا: هدفي هذا العام أن خفف من وزني. حسنًا كم ستُخفف من وزنك؟ وضح كل أهدافك.

*مرنة: عليك أن تتقبل تغيير جزءٍ من الخطة في أي وقتٍ من العام، حسب التغيرات التي تحدث لك، قد تكون ممن رسم خطته على الاستمرار في وظيفته والحصول على تقييم أعلى فيها، وبعد أشهر حصلت على وظيفة بامتيازات أفضل بالنّسبة لك، هنا يمكنك بعد الاستشارة والاستخارة أن تكون مرنًا تجاه هذا الهدف.

*تحويلها إلى عادات مستمرّة وقليلة، وتوزيعها على مدار السنة:

وهذه هي النقطة الأهم، لديك هدفٌ لخسارة 20 كيلو من جسمك، كيف ستوزعه على مدار العام؟ وكيف ستجعل هدفك هذا يتحوّل إلى عادات مستمرة وقليلة ( مدة الرياضة اليومية – طريقة الأكل)

أو أن يكون لديك هدفٌ لتعلّم اللغة الإنجليزية، تحتاج أن تُسهل الوصول إليه عن طريق تحويله إلى عادة يوميّة من التعلم، وتوزيعه على مراحل –مثلًا- ( المستوى الأول – المستوى الثاني) وأن تضع الآليات والوسائل المساعدة للوصول إلى هدفك ( برامج – دورات – سفر .. الخ )

وهناك نقطة مهمة أيضًا، العادات التي ستواصلك إلى هدفك، لا بد أن تبدأ به ( عادة قليلة وبسيطة ) يمكنك زيادتها تدريجيًا مع مرور الوقت. نعود إلى هدف تعلّم اللغة، وتحويله إلى عادات يوميّة، يمكنك أن تبدأ بالدراسة نصف ساعة يوميًا وزيادة المدة بعد شهرين أو ثلاث تدريجيًا، وهكذا.

*لا تكتب خطّتك ثم تُخبّئها في أحد أدراجك، عليك أن تكتبها أمام عينيك، إما بوضعها خلفيّة لجوّالك، أو لوحة أمام مكتبك.

4 نقاط مهمّة للسّير في حياتك:

*عليك أن تحرص دائمًا على أن تتوكل على الله وأن تستعين به في كل شؤون حياتك، فهو البذرة الأولى والأهم.

*القرآن الكريم مصدر للبركة في وقتك وعملك، قال ربنا: "كتابٌ أنزلناه مباركٌ ليدّبروا آياته"

*راقب نفسك وقيّمها كل شهر.

*لا تيأس من المُحاولة إطلاقًا، فلو أخفقت في تنفيذ خطّتك لمدة شهرين أو ثلاثة أو أكثر، فلا تتوقف عن المُحاولة، يكفيك شرُفها.

.

.

وشكرًا لوقتك.


كتبتُها في: مدونة نبضات