زرت الأسبوع أحد محلات المساج في محاولة لتنشيط دورتي الدموية وفتحت نقاش مع الموظف الإندنوسي حول ساعات عمله وإجازاته الإسبوعية. وكانت الإجابة بأنها وبكل ببساطة لا يوجد لديه إجازة !
وساعات عمله تبدأ من الثامنة صباحاً حتى الحادية عشر مساءاً. و أعتقد بأن إبان وجود طبقة العبيد والأسياد قبل تحررهم لم يكن العبيد يعملون حتى منتصف الليل!
ذكرت له بأن ثمان ساعات هي ما ينص عليه قانون العمل والعمال وبأنه يستطيع تقديم شكوى ضد كفيله لكنه كان مستسلماً ورد بأن كل الإجانب هذه ساعات عملهم والحل هو الصبر ولا حل غيره.
وعرج الحديث حول مرتادي المكان وقال بكل حرقه أن اغلبهم يقدمون سوء الظن بأن موظفي المساج منحرفين أخلاقياً ، يقول ذلك وهو يعتصر ألماً ، يتعرض لتحرش جنسي لفظي وفعلي بشكل شبه يومي .
ويعد الأيام والليالي حتى ينقضي عقده ويعود لبلده هارباً من حفرة العبودية هذه ومن ثم يبحث عن عمل جديد في كوريا أو اليابان على حد قوله.
يعيش في السعودية حوالي 10 مليون أجنبي غالبيتهم برواتب متدنية وهذا ما يجعل حياتنا أكثر رفاهية ، لأن اليد العاملة الرخيصة في بلد يعني تكلفة معيشة أقل لساكنيها على أكتاف بسطاء حدتهم ظروفهم للعمل في بلدنا.
المحصلة النهائية حوالي ثلث السكان قابعين في فئة أقل بدون حقوقهم الأساسية والطبيعية .
تقليل ساعات العمل للأجانب ورفع رواتبهم كالمواطن السعودي ليس حق إنساني طبيعي بل حل لمعضلات إقتصادية كالبطالة .
قطعاً سيقل مستوى الرفاهية بسبب زيادة الأسعار وإرتفاع الأجور وتقليل ساعات العمل للعمالة الأجنبية لكن سينافسه السعودي في وظيفته لأنها اصبحت جاذبة ومجزية وسيتكيف المجتمع مع إرتفاع الأسعار.
غير السعودي أصبح لزاماً يشكل النسيج الإجتماعي السعودي وإن تعامينا عن ذلك ولا يمكن إبعادهم بين ليلة وضحاها ، وتحسن حقوقهم الإنسانية في صالح المجتمع ككل ، فالمجتمعات المقهورة مجتمعات تتعفن وتفسد.
بدأت أدرك أكثر بعد هذا الحوار مع صديقنا الأندنوسي عن حجم معاناتهم وأقف عاجز عن مساعدتهم وحتى أتخفف من هذا الألم اكتب عنهن ولهم لعلي أشعر بأني فعلت شئ بسيط جداً لهم.