في زمن يُحارب فيه دين الله على أرض كانت عليها تُقام الخمس صلوات فيها، وكانت قداماه الشريفتين تطأن أرضها
كل بقعة من تلك الأرض شاهدة على ذكرى له، تلك البلاد التي كانت الناس تدخرُ أموالها وتعيش سنينَ عجافٍ لأجل فقط زيارتها صار عزيز فيها أن تأمن على نفسك ودينك وأهلك ومالك
تلك البقعة التي وصفها رب العزة بالأمن!
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ... )
صار من غير المسموح أن تتحدث عن دين الله وسُنة رسوله، لا يحق لك أن تنكر عليهم
كيف ننتقل من تلاوة القرآن إلي سماع معازف وألحان؟
فجاهلية ما قبل الإسلام عادت، بل وعادت أنكى وأعدى مما قد كانت عليه، وعاد معها سقيم العادات والتقاليد، وصارت الأعراف لها أولوية التنفيذ، وأصبح دين محمد ﷺ غريبا كما قد كان. أي غربة هذه التي نعيشها الآن؟! إنه لأمر عجاب.
نعم يا سادة!
العادات والتقاليد التي لم ترد في كتاب الله وسُنة رسوله هي النافذة التي فتحت علينا بوابات الفتن
بدايةٍ من العلاقات الاجتماعية (كالزواج وتربية الأبناء ونحوهما)
حتى إقامة الشرائع في أرضه!
فماذا تسمي ذلك الإنصهار في شرائع الغرب وتعاليمهم وعاداتهم؟
ماذا يمكن أن تصف ما نراه من طمس الهوية وتدليسها؟
كلاهما على خط واحد فتربية أبناء على جاهلية الغرب ينتج طمس للهوية وخلل في تطبيق الشرائع
فيصبح الحرام مستساغاً ونرى من يشرعنه!
جاهلية اليوم من تربية الأمس
جاهلية اليوم من عادات وتقاليد أبعد ما تكون عن الدين
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170))،
ولا أقصد بالجاهلية أن كل وقع فيها صار كافراً! لكن بالتأكيد وقع في ذنب عظيم حين ترك أبناءه مسوخ بلا دين!
و قبولك لطمس الهوية الآن _أيها المسلم- ليس إلا تطبيعاً مع العدو، وهذا نفسه الذي حذّر الله
"وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)"
فأين أنت من صلاح ولدك؟
لماذا دوماً تركيزك على التعليم الأوروبي؟
لماذا تريده أوروبي الأخلاق، متمديناً في العلاقات، منفتحاً على الغرب، في نفس الوقت متسمكاً بالعادات التي تراها أنت
صحيحة؟
لماذا لا تجعله متعلماً على سُنة الله ورسوله رافضاً أي ركون
للغرب أو حتى العادات التي فيها ضرر على دينه!
صدقني هذا هو السبيل أن يعلم مواطن قوته وضعفه
ما له وما عليه؟
أن يكون على علم بكيد العدو ويستخدم إمكانياته لنصرة دينه
وليس أن تلقيه في أحضانهم بدعوى الرقي!
فلو أن أبناء الإسلام أدركوا
ثلاثية العلاقة في معركتهم
أنت مع الله
أنت مع نفسك
أنت مع الناس
وسعى كل فرد لإصلاح ما بينه وبين الله،
أصلح اللهُ ما بين العبد والناس وأدرك العبد نفسه وتبَصَّر بعيوبه
لبات العدو في محاولاته لإفساد أرض الله عامة والمسجد الحرام خاصة مبتورة!
لكن كثيراً منا يهتمون بالمظهر ويتركون المخبر والرب يرى المظهر والمخبر ويمتحن الناس في تقواهم!
وعلى كل حال، نحن نحمد الله على كل شيء، ونرجوه وندعوه ألا يأخذنا بذنوبنا، وأن يغفر لنا تقصيرنا، وإلا فنحن هالكون لا محالة
***
وأعيدها ثانية أنا لا أكفر أحداً وماهو إلا بوح ونَوح ونقش على ذلك اللوح! والسلام على من اتبع الهدى