أي بُني
لما أدركت قيمة {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد : 8]
من حيث قدرك من حيث السعادة أو الشقاوة!
وقدرت قدرة الخالق من النفخ والإشهاد {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} من عالم الذر إلي ظلمات الرحم أشفقت عليك وخفت عليك شر فتن الدنيا!
وعاهدتك من قبل أن تأتي، ورعيتك من قبل أن أكون أماً
لك!
وقبل أن يأمرك بالإحسان للوالدين سعيت لأن أحسن لك!
بسعيي لأرضي أباواي وأنا في عقر دارهما! ليرضي عني ربي
وأراك أنت أحسنَ مني بذرة صالحة غرستها وأنا في بيتهما!
فإذا زوجني الله كنتَ أنا حرثه وأنت حصاده وكما زرعت
وكما أزرعُ مع والدي سألت الله أن يَمُن علي بالحصاد الصالح مع أبنائي رُفعتِ الأقلامُ وجفَّت الصُحفُ
بُني كَثُر الفتيان اللاعبين وعز من يحمل لواء الدين! 
لك طريق مخالف لهم
وكما إن النسر لايبالي من تحليقه وحيداً وألا يسير خلف الجموع
عليك أن تحلق وبهذا الدين تتخلق!

وإذا نظرت إلى الأمرِ أنّه " تجارةٌ فرديّة " لا يُحزنك سوى تأخّرك عن الرَّكب!
الأمة تتنظرك أنت أنت دون الآخرين!
بُنيّ ، في تاريخ أجدادك الكثير من القِصص والغُصص والآلام والآمال ، اختبارات وابتلاءات متتالية من بدء البشرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ثم يفنى كله ويبقى الحق وينتصر  فإما تكون زبداً كالذين باعوا وتركوا وخانوا وذهبوا الله مولاهم، ليحاسبهم عما فعلوا! 
وإما تنفع الخلق بُنصرة الدين!
بُني تريدك الأمة _في ظلمتها تلك مشعلٌ جديدٌ تشعشعَ ضياؤه، ورهجُ سنابك تُذعنُ لها بواباتُ المشرقِ والمغرب .. ولَينصرن اللهُ من ينصرَه