ماأيسر أن نصدر أحكاما لمدح أنفسنا أو وصفها بأمر ما ..
فإذا تعرضنا لاختبار تلك الأحكام تساقط كثير منا كلية أو انهدم جزء من تلك المدائح ●•
حتى مشاعرنا تتعرض لمثل ذلك فكم من مزاعم الحب هوت عند الامتحان وكم من صداقة أذهبتها الرياح وكم من شجاعة ظهر جبن صاحبها عند البلاء ▪︎
إنها سنة في الحياة..
لكننا قد نتحمل سقوط ماتوهمناه عن أنفسنا إن أحاطت دنيانا بذلك الذي تكشف لنا نتيجة الابتلاء ..
أما أن يكون الخذلان في أمر علاقتنا بربنا وصدق عبوديتنا له فهذا مالايسع الصادق العاقل إلا أن يفزع لعلاجه وتدارك مافاته من صدق الأحكام والأوصاف .
فكم نظن أننا أقوياء في الرضى بالقضاء وقد نلوم غيرنا على عدم صبره فيرسل الله امتحانه بمصيبة يضعها في الطريق فإذا بجماعة منا قد انهارت ونست ماكانت تزعمه من عمق إيمانها بالقدر ورضاها بحكمة الله ..
وقد نشعر بأننا نحب الله حبا يجعلنا نبغض الباطل وأصحابه بغضا في الله كما شرع الله .. فنصطدم في الطريق بأهل أو أعزاء على النفس تساقطوا وتلبسوا الباطل وأخذوا يزينوه لنا فما لبث ذلك الحب المفتخر به سابقا إلا أن تخلخل وتزعزع وبدأت الأعذار والتأويلات تظهر لتبرير التغيير الذي حل بالقلب ومن ثم بالسلوك ■
وهنا .. ونحن تتلو كلام من خلقنا نواجه مثل قوله عزوجل :
(( ألم • أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ • وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )) - العنكبوت١-٣ -
فهلا استفدنا من الرسالة وحرصنا على إعادة النظر في صدق إيماننا و حبنا لربنا وخوفنا منه وتعظيمنا له ؟
ليس الشأن ألا نسقط فكل بني آدم يخطئون ولكن العبرة بالعودة للتصحيح حتى ننجح في الابتلاء والاختبار ♡
🕣اللهم يسر لنا تدارك أعمارنا لنكون من الصادقين ..
(قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
١٤٤١/٣/٥