تفقد الساحة الأدبية كتابا وشعراء ومبدعين وهذا أمر لا اعتراض فيه فهو حال الدنيا. وكلما غيّب الموت أحد الكتاب، ضجت حسابات أصدقائهم وغير أصدقائهم بعبارات النعي والمواساة والتعبير عن الحزن وتذكر محاسن ومآثر الفقيد رحمه الله.
هؤلاء الكتاب كانوا بيننا هنا قبل لحظات من موتهم. ينشر أحدهم منشورا في فيس بوك أو يكتب تغريدة وتصبح بعد ساعات تغريدته الأخيرة. بعضهم لم يحظ يوما في حياته بنصف التقدير الذي يحظى به بعد وفاته. وتخليدا لذكراه يسمون باسمه شارعا أو قاعة أو مكتبة.
محبة كبيرة ومشاعر جياشة تتفجر بعد أن يغيب. محبة كانت ستجعل خبر وفاته ومفارقته الحياة أقل وطأة لأننا متأكدون من أنه فارقنا وهو يعرف كم أحببناه وقدرناه وكم سنبقى نحبه حتى نلحق به. وليست هذه الظاهرة محصورة على الساحة الأدبية، فنحن بطبيعتنا البشرية نشعر بقيمة الأشياء والأشخاص بعد فقدهم. نرجو لو قضينا وقتا أطول بصحبتهم. لو لم نتردد في التعبير عن حبنا لهم. لو اقتربنا منهم كفاية وسمعناهم وأخذنا منهم ما سيخلدهم في قلوبنا حقا. لكن كما قال الدكتور الروائي أمير تاج السر: من المؤسف أن محبة الناس للشخص تزداد بعد موته وأنه لن يعرف ذلك أبدا.