د. علي بانافع
ﻻ تتبع العورات ﻻ تصورهم من دون علمهم لا تسجل حديثهم خلسة من دون معرفتهم لا تتلصص لا تتجسس ﻻ تتحسس بهاتفك المحمول على إخوانك سُيعلي الله تعالى مقامهم وشأنهم كُلهم ويُدافع عنهم، فيما سيفضح ﻻ محالة ولو بعد حين شأنك!!
ألم تسمع إلى قوله تعالى في محكم التنزيل: { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } [الحج: 38].
ألم تستمع إلى قول رسول الله ﷺ: (( يا مَعْشَرَ مَن آمن بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ، تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه )). [صحيح الجامع للألباني: الرقم: 7984].
والله وبالله وتالله لا شيء أضر على العلاقات الإنسانية من فقدان الثقة، إذا تسلل الشك إلى جدار البناء انهدم المبنى على رؤوس الجميع، الظن السيء ظُلم، والظُلم ظلمات يوم القيامة، وعلى الباغي تدور الدوائر، والحقيقة الناصعة التي لا مراء فيها أن الإنسان لا يُقاس بموقعه الوظيفي الذي منحتْهُ إيِّاه وظيفته، بل بموقعه الاجتماعي الذي أهدتْه إيِّاه تربيته، فكم من متعلّم غاب عنه الأدب!! وكم من مثقّف أصابه في الأخلاق العطب!!
المُعلم بالذات ليس موظفاً عادياً إنما هو صاحب رسالة لو أدى ما عليه بصورة صحيحة بدون تلصص ولا تجسس ولا تحسس ولا منغصات؛ لساهم بشكل كبير في صناعة رجال المستقبل!!
أيُّها المُتلصص 👈 إذا ضحك لـك الزَّمان فكُن على حـذر لأن الزَّمان لا يضحك طويلاً، المُتلصص كالواقف على جبل يرى النَّاس صِغاراً ويرونه صِغيراً 👇