بعد يوم طويل مليء بالتعب و الأرق ، جلست على مكتبها وامسكت أناملها القلم  الذي يخط حروفا مبعثره وكلمات مرموقة ممزوجة  بالتفاؤل والأمل، وبدأت  حروفها تزين الورق،  ويدور في ذهنها ذكريات عن زمن مضى ....
عندما كتبت أول مقالاتها..
بدأ يدور في رأسها كلمات معلمه اللغه العربيه :ما هذه الحروف ، ما هذا الكلام  الذي لا فائده منه ، أين القواعد؟! ،أين الحركات؟! ، هذآ سيء للغايه، إياك أن تحاولي الكتابه مرة أخرى ،لقد كسرتي كل القواعد  و تجاوزتي الحدود ، ظلمتي  لغة الأم ...
وكلمات أمها حين قالت :-  كفي عن اضاعة الوقت ، تكتبي كتابات لا فائده منها ، تضيعين وقتك و  تلتهين عن دراستك وعن أعمال المنزل هيا  اتركي هذآ الهراء واكملي أعمال المنزل....
   و غرقت ذاكرتها حتى وصلت الى عمق كلمه قالتها صديقتها باستهزاء وسخرية : ما هذآ الغباء ، هذه ليست كتابه  ، هذه فلسلفه ، اتركي هذآ وتعالي نقضي وقتا جميلا مع الاصدقاء و نذهب بعد دوام المدرسة لنتفسح قليلا...
وصوت والدها  :- احضري الطعام و اتركي القلم الذي جعلك  في عالم ليس لك ...
وإذ بهاتفها يرن ، فأجابت من ؟!
أنا معلمة اللغه العربيه في مدرستك الاعدادية أود أن اهنئك لحصولك على جائزة افضل كاتبه وأريد أن أعتذر منك على ما قلته في الماضي و أريد أن  تأتي الى معرض الكتاب لاستلام جائزة التكريم و أنا فخورة بك  جدا..!!
حتى  تحرك كتفها ورنت  أذنها هل انهيتي مقالك الأخير   يا بنيتي؟!

فأخذت تكتب في ختام مقالها  ،لا تتخلى عن أحلامك... المعجزات تحدث كل يوم ،أستنشق هواء نقي و دع قلبك يرفرف في طموحات  القمم  وافتخر بنفسك ما دمت حيّا...
وأن مهما احبطوك بالفشل... كن بربك شديد الوثوق...
حتى تنال جزاء جهدك والعمل... ويأخذك من حالك الظلام الى الشروق
وانهت مقالتها بعنوان : المقال الأخير