في ليلة لم يتوقف مطرها عن الهطول، جاء مع جول الرياح التي تحرك أجراس الكنيسة خبر صاعق على أبن الخامسة و هنا كانت البداية، بداية الألم، بداية المأساة، بداية التفكر و التأمل، 

" لماذا يا أيها الرب؟ أن أبي كان قسيس لا يعصي لك أمر!! كان أبي يطعم الفقراء و المساكين، لماذا يا أيها الرب؟ "

و هنا خرجت لنا المأساة الأولى بالفكرة الأولى، خرجت لنا المأساة بكلمة لماذا، وماذا بعد كل ذلك، ازدراء لكل القساوسة، و جحود لرب المسيحية، و انتقاضة على يسوع الرب، ماذا يصنع الحزن؟ وماذا تصنع المأساة؟ و التي يقدسها الذين يعانون منها، و هل لا زلت تضحك لما على عاتقك من ثقيل الأحمال، لم تعد للمسيحية يد الآن، و ها قد جاء من يفض سلطتها، فهل تتنبأ فلسفتك بكل هذا؟ و هل سوف تتكرر أنت، و أنا، و الإنسان الأعلى، و لعل أخلاق الفقراء هي التي تفوز بالفضيلة، و الشفقة و الرحمة هي التي تنتصرعلى القوة، و عسى أن تكون الإرادة وهم و شوبنهاور عجوز خرف، و الإغريق خرافة ليس لها وجود.