من المعروف أن من أهم أسباب انهيار الحضارة الإسلامية وانتقالها للغرب هو سقوط دار العلم بغداد بيد المنغول.
هذا السقوط لم يكن ممكناً لولا مساعدة الشيعة للمغول !
ولا يخفى على من له أدنى وعي تاريخي بالشيعة دور الوزير ابن العلقمي الخياني في سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، وما جره على المسلمين من القتل والخراب والذل والهوان بالاتصال بـهولاكو وإغرائه بغزو العراق وهيأ له من الأمور ما يمكنه من السيطرة والاستيلاء.
وقد سلك ابن العلقمي في التخطيط لذلك الأمر بأن أشار على الخليقة المستعصم بتسريح أكبر عدد ممكن لتخفيف الأعباء المالية على الميزانية العامة، فوافقه الخليفة على ذلك ولم يكن يعلم الخليفة بأن اقتراح الوزير ما هو إلا إضعاف جيش الخلافة في مواجهة الغزاة التتار، حتى أن الجنود تدهورت حالتهم الاجتماعية والمالية مما اضطرهم إلى الاستخدام في حمل القاذورات.
أقوال المؤرخين في خيانة ابن العلقمي:
لكي نلم ببعض جوانب تلك الخيانة العلقمية نورد بعض أقوال المؤرخين في بيان حقيقة ابن العلقمي وما قام به من المساهمة في سقوط الخلافة الإسلامية:
جلال الدين السيوطي:
إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد.
أبو شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن بن إسماعيل:
إن التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة.
قطب الدين اليونيني البعلبكي:
وكاتب الوزير ابن العلقمي التتر وأطمعهم في البلاد، وأرسل إليهم غلامه وسهل عليهم ملك العراق، وطلب منهم أن يكون نائبهم في البلاد، فوعدوه بذلك، وأخذوا في التجهيز لقصد العراق، وكاتبوا بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل في أن يسير إليهم ما يطلبونه من آلات الحرب، فسير إليهم ذلك، ولما تحقق قصدهم علم أنهم إن ملكوا العراق لا يبقون عليه، فكاتب الخليفة سراً في التحذير منهم، وأنه يعد لحربهم، فكان الوزير لا يوصل رسله إلى الخليفة ومن وصل إليه الخليفة، منهم بغير علم الوزير اطلع الخليفة وزيره على أمره..
ويتابع البعلبكي في وصف جيوش التتار الزاحفة على بغداد وبعد أن تمكنوا هزيمة الحامية الهزيلة في صد الغزو، فيقول:
فحينئذ أشار ابن العلقمي الوزير على الخليفة بمصانعة ملك التتر ومصالحته وسأله أن يخرج إليه في تقرير زواج ابنته من ابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى سلطان الروم في سلطنة الروم لا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف بعساكره عنك فتجيبه إلى هذا فإنه فيه حقن دماء المسلمين، ويمكن بعد ذلك أن يفعل ما تريد فحسن له الخروج إليه فخرج في جمع من أكابر أصحابه، فأنزل في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا عقد النكاح فيما أظهره فخرجوا فقتلوا وكذلك صار يخرج طائفة بعد طائفة.
شمس الدين الذهبي:
وأما بغداد فضعف دست الخلافة وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر ، وانقطع ركب العراق، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي جهد في أن يزيل دولة بني العباس ويقيم علوياً وأخذ يكاتب التتار ويراسلونه والخليفة غافل لا يطلع على الأمور ولا له حرص على المصلين.
ابن شاكر الكتبي:
وأخذ يكاتب التتار إلى أن جرأ هولاكو وجره على أخذ بغداد.
عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي:
وكان شيعيا رافضياً في قلبه غل للإسلام وأهله، وحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ومنهم من يكاري على فرسه ليصلوا إلى ما يتقوتون به.
ثم يصف لنا السبكي مؤامرة ابن العلقمي في قتل الخليقة والعلماء والفقهاء واستباحة بغداد وإراقة الخمور في بيوت الله تعالى فيقول:
وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي، ثم إنه ضرب سواراً على عسكرة وأحاط ببغداد فأشار الوزير على الخليفة بمصانعتهم وقال: أخرج أنا إليهم في تقرير الصلح، فخرج وتوثق لنفسه من التتار ورجع إلى المعتصم وقال: إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، ونصرف عنك بجيوشه، فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا فإن فيه حقن دماء المسلمين وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد والرأي أن تخرج إليه، فخرج أمير المؤمنين بنفسه في طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فأنزل الخليفة في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد فخرجوا من بغداد فضربت أعناقهم وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم، ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم، وأما الخليفة فقيل: إنه طلبه ليلاً وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل. فقيل لـهولاكو :
إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا ويكون سبب خراب ديارك، فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة الله في أرضه، فقام الشيطان المبين الحكم نصير الدين الطوسي وقال:
يقتل ولا يراق دمه وكان النصير من أشد الناس على المسلمين، فقيل:
إن الخليفة غم في بساط وقيل: رفسوه حتى مات.
ولما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة، وقتلوا أمراءه عن آخرهم، ثم مدوا الجسر وبذلوا السيف ببغداد واستمر القتل ببغداد بضعاً وثلاثين يوماً، ولم ينجو إلا من اختفى، وقيل: إن هولاكو أمر بعد ذلك بعدّ القتلى فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف والنصف من ذلك تسعمائة ألف غير من لم يعد ومن غرق، ثم نودي بعد ذلك بالأمان فخرج من كان مختبئاً، وقد مات الكثير منهم تحت الأرض بأنواع من البلايا والذين خرجوا ذاقوا أنواع الهوان والذل ثم حفرت الدور وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى، وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة، ثم طلبت النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وأن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان وأكل الخنزير وشرب الخمر، ودخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله، واستمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة وهي التي تتضاءل عندها الأسود ويتناوله سعد السعود كالمستهزئ بها وانتهك الحرم من بيت وغيره، وأعطى دار الخليفة لشخص من النصارى،
وأريقت الخمور في المساجد والجوامع، ومنع المسلمون من الإعلان بالأذان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
هذه بغداد لم تكن دار كفر قط وجرى عليها هذا الذي لم يقع قط من منذ قامت الدنيا مثله، وقتل الخليفة وإن كان وقع في الدنيا أعظم منه إلا أنه أضيف له هوان الدين والبلاء الذي لم يختص بل عم سائر المسلمين.
حسن الديار بكري:
ابن العلقمي الرافضي كان قد كتب إلى هولاكو ملك التتار في الدست أنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها لك. وكان قد داخل قلب اللعين الكفر، فكتب هولاكو : إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقاً فيما قلته، وداخلاً في طاعتنا، فرّق عساكر بغداد، ونحن نحضر، فلما وصل كتابه إلى الوزير، ودخل إلى المستعصم وقال: إنك تعطي دستوراً لخمسة عشر ألف من عسكرك وتوفر معلومهم. فأجاب المستعصم لذلك، فخرج الوزير لوقته ومحا اسم من ذكر في الديوان ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من الإقامة بها، ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الأولى ومحا اسم عشرين ألفاً من الديوان، ثم كتب إلى هولاكو بما فعل وكان قصد الوزير بمجيء هولاكو أشياء منها:
أنه كان رافضياً خبيثاً وأراد أن ينقل الخلافة من بني العباس إلى العلويين فلم يتم له ذلك من عظم شوكة بني العباس وعساكرهم، ففكر أن هولاكو قد يقتل المستعصم وأتباعه ثم يعود لحال سبيله وقد زالت شوكة بني العباس وقد بقي هو على ما كان عليه من العظمة والعساكر وتدبير المملكة فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة من غير ممانع لضعف العساكر ولقوته ثم يضع السيف في أهل السنة فهذا كان قصده لعنه الله.
ولما بلغ هولاكو ما فعل الوزير ببغداد ركب وقصدها إلى أن نزل عليها وصار المستعصم يستدعي العساكر ويتجهز لحرب هولاكو ، وقد اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو وخرجوا إلى ظاهر بغداد ومضى عليهم بعساكره فقاتلوا قتالاً شديداً، وصبر كل من الطائفتين صبراً عظيماً، وكثرت الجراحات والقتلى في الفريقين إلى أن نصر الله تعالى عساكر بغداد وانكسر هولاكو أقبح كسرة وساق المسلمون خلقهم وأسروا منهم جماعة وعادوا بالأسرة ورءوس القتلى إلى ظاهر بغداد ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو، فأرسل الوزير ابن العلقمي في تلك الليلة جماعة من أصحابه فقطعوا شط دجلة فخرج على عساكر بغداد وهم نائمون فغرقت مواشيهم وخيامهم وأموالهم وصار السعيد منهم من لقي فرساً يركبها، وكان الوزير قد أرسل إلى هولاكو يعرفه بما فعل ويأمره بالرجوع إلى بغداد فرجعت عساكره إلى بغداد وبذلوا فيها السيف.
حسن السوداني- معاصر:
لقد اتفق ابن العلقمي و الطوسي مع ملة الكفر ضد الخلافة الإسلامية بحجة الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه وشيعته.
ومعرف أن الطوسي يسمى أستاذ البشر والعقل الحادي عشر، وسلطان المحققين وأستاذ الحكماء والمتكلمين وأصله من طوس وهي من توابع مدينة قم، ويعتبر الطوسي فخر الحكماء ومؤيد الفضلاء ونصير الملة، ولا ندري هل كان هولاكو من هؤلاء الفضلاء الذين أيدهم الطوسي ؟ وهل كان المغول هي الملة التي نصرها الطوسي على المسلمين، فهتكت الأعراض، وخربت مركز الحضارة الإسلامية؟
لقد كان الطوسي و ابن العلقمي من حاشية هولاكو وهو يخرب ضريح الإمام موسى الكاظم فلم يبد منهما ما ينم عن اعتراض !!!
تجمع المصادر التي وصفت الساعات الأخيرة من حياة الخلافة العباسية الإسلامية على أن هولاكو قد استشار أحد المنجمين قبل أن يبدأ غزوته وكان المنجم الفلكي حسام الدين مسلماً غيوراً على المسلمين وحياتهم فقرأ له ما يلي:
إن كل من تجاسر على التصدي للخلافة والزحف بالجيش إلى بغداد لم يبق له العرش ولا الحياة، وإذا أبى الملك أن يستمع إلى نصحه وتمسك برأيه فسينتج عنه ست مهالك: تموت الخيل، ويمرض الجند، لن تطلع الشمس، ولم ينزل المطر، ثم يموت الخان الأعظم.
لكن مستشاري هولاكو قالوا بغزو بغداد وعدم الاستماع لرأي المنجم، فاستدعى هولاكو العلامة نصير الدين الطوسي الذي نفا ما قاله حسام الدين وطمأن هولاكو بأنه لا توجد موانع شرعية تحول دون إقدامه على الغزو، ولم يقف الطوسي عند هذا الحد بل أصدر فتوى يؤيد فيها وجهة نظره بالأدلة العقلية والنقلية وأعطى أمثلة على أن كثيراً من أصحاب الرسول قتلوا ولم تقع الكارثة، وغزا هولاكو بغداد بفتوى الطوسي وبمعلومات ابن العلقمي وهما وزيراه الفارسيان، ولم يستسلم المستعصم فقد أشار عليه البعض بأن ينزل بالسفينة إلى البصرة ويقيم في إحدى الجزر حتى تسنح الفرصة ويأتيه نصر الله، لكن وزيره ابن العلقمي خدعه بأن الأمور ستسير على ما يرام لو التقى بهولاكو .
فخرج المستعصم ومعه (1200) شخصية من قضاة ووجهاء وعلماء فقتلهم هولاكو مرة واحدة، ووضع المستعصم في صرة من القماش وداسته سنابك الخيل، وكان قتلى بغداد كما تقول المصادر المعتدلة:
800 ألف مسلم ومسلمة كانوا هم ضحايا ابن العلقمي و الطوسي ، والأخير كان قد أصدر فتوى بجواز قتل المستعصم حين تردد هولاكو عن قتله، فأفهمه الطوسي أن من هو خير منه قد قتل ولم تمطر الدنيا دماً، وقد استبيحت بغداد في اليوم العاشر من شباط عام (1258م) ولم يكن ذلك اليوم آخر نكبة حلت بالأمة على يد الوزراء الفرس ولابسي العمامة الفارسية المجوسية.
والشيعة في جميع أدوار التاريخ يتملقون للحكام المسلمين إذا كانت الدولة قوية، أما إذا ضعفت أو هوجمت من عدو انحازوا إلى صفوفه وانقلبوا عليها. كما حصل في أواخر الدولة الأموية، حيث كانت ثورة العباسيين عليهم بتسويل الشيعة وتحريضهم ودسائسهم، ثم كانوا في مثل هذا الموقف الإجرامي مع دولة بني العباس أيضاً عندما كانت مهددة باجتياح هولاكو والمغول الوثنيين لخلافة الإسلام وعاصمة عزه ومركز حضارته وعلومه، فبعد أن كان النصير الطوسي حكيم الشيعة ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المعتصم ، ما لبث أن انقلب عليه سنة (655هـ) محرضاً عليه ومتعجلاً نكبة الإسلام في بغداد، وجاء في طليعة موكب السفاح هولاكو ، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات أطفالاً وشيوخاً، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامي في دجلة حيث ذهب نفائس التراث الإسلامي، وقد اشترك معه في ارتكاب هذه الخيانة العظمى زميلان له أحدها :
وزير شيعي وهو محمد بن أحمد العلقمي ،
والآخر:
مؤلف معتزلي أكثر تشيعاً من الشيعة وهو عبد الحميد بن أبي الحديد ، اليد اليمنى لـابن العلقمي ، وقد عاش عدواً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شحن به شرحه الخبيث لكتاب (نهج البلاغة) من الأكاذيب التي شوهت تاريخ الإسلام، ولا يزال ينخدع بها من يجهلون حقائق ماضي الإسلام ودخائله.
فالمصادر التي مرت عليك أخي القارئ أجمعت على أن ابن العلقمي كان الساعد الأيمن لـهولاكو في غزو بغداد واستباحة الأموال والأنفس، وقد ساعد هولاكو في قتل الخليفة عندما أحجم عن قتله نصير الدين الطوسي بإصدار فتوى بجواز ذلك.
ومع ذلك يقول حاخام إيران الأكبر الخميني :
ويشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام. !!!
ونحن نسأل نائب الخرافة المنتظر ما هي الخدمات التي قدمها للإسلام والمسلمين غير القتل والإرهاب؟ وأما إذا كان يقصد خدماته التي قدمها للطاغية التتري هولاكو وأنه يمثل الإسلام، فهذا يكون له وجه آخر عند من يكون همهم معاونة الكفار على أهل السنة.
ولا يزال الشيعة إلى هذه العصور المتأخرة تتلذذ بالشماتة وتتمتع بالعداوة للإسلام بما حل به في نكبة هولاكو .
وكتاب (روضات الجنات) للخونساري مليء بمدح السفاحين والخونة، والشماتة بما وقع يومئذ للإسلام، والتشفي من ضحايا تلك النكبة من خاصة وعامة والسرور بما جرى من الذبح العام للمسلمين.
التحالف الشيعي المغولي - وغزا هولاكو بغداد بفتوى الطوسي وخيانة ابن العلقمي
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين