عندما أتيت لم آتي لوحدي كانت معي أحلامي وأحلام زوجتي و أبنائي و الكثير من الأشياء ، أتيت و ياليت لم آتي.
أتيت لكي أعيش...حياة بسيطة كريمة ،حياة كان أكبر همي فيها منزل ..منزل فقط ،، من أجل ليلي زوجتي الجميلة التي لطالما صبرت معي وكانت بجانبي دائما و من أجل أحمد وحسن و زهرة أبنائي ، أتيت الي العاصمة الخرطوم وكانت معي كل أحلامهم و يا ليتني لم آتي
عندما نزلت من الباص وقد أتيت من اقصي الغرب و كانت آثار التعب بادية علي وجهي وفي الحقيقة هو ليس تعب من السفر فقط بل تعب امتد عبر السنين و كنت اغبشا و كانت الشمس حارقة و كأنما ترحب بي و تنذرني بما هو آتي ، وكان الناس كثر و كل في شأنه مبعثرون في شتي الاتجاهات و كنت انا مندهشا.
أتيت لكني لم أرجع أبدا بعدها ..ومن ذلك الزمن و أصبح أسمي الشماسي(مشرد ) ولم أكن أدري معناها ، تم تصنيفي مشردا فقط من شكلي ولم يكن شخص يتعامل معي علي أساس أني إنسان و تتوالي الشتائم ما بين شماسي و مجنون و ابن الشارع و وجدت نفسي في الشارع
وأنا زول و زول و زول (زول:شخص) و بداخلي أشخاص وليس شخص ، أتيت و لكني لم أنسي قط كل تلك الأحلام التي بداخلي ، لكن الواقع كان أقوي ضليت الشوارع و ضليت المنازل وما بين شارع و شارع وجدت أنني في الشارع الرحيم الشارع المنزل الشارع الواسع الشارع القاسي الشارع المنسي والشارع...
والناس الناس التي تنظر لك نظرات الشفقة و نظرات تقول هذا مجنون ، انه مشرد لا تقترب مني ، ابتعد عني ،، وأصبحت انا ذا ، المجنون العاقل و المشرد الذي حلمة بيت و الشماسي التائة أتيت ولكني لم أرجع أبدا لم تضع الأحلام ولكن ضعت انا بسبب الناس و نظرة الناس ...كل ما أحتاجه كان فرصة فرصة واحدة
ولكني زول إنسان