بالتناص مع مقولة ابن تيمية " إنّ جنّتي وبستاني في صدري، هي معي أينما ذهبت" 

كتب محمد الأشعري في رواية القوس والفراشة : إن الذين يستطيعون ترويض الأمكنة، ومنحها حياة جديدة، يتوفرون على سحر رباني، يجعلهم يملكون مفاتح النفس البشرية، ويستنبتون داخلها حدائق شاسعة.

وعلى غرار ما سبق، ترى أثر ذلك على الأشخاص الذين منّ الله عليهم بالفهم والحكمة، يكاد النور يخرج من مجالسهم، ويصيبك منهم قبس هذا الضياء، وتشع هالة محيطة بهم لإن خارجهم كان انعكاس ما آمنوا به في قرارة أنفسهم، الصادقون اذا تكلموا والموفون اذا عاهدوا، والسائرين في درب الله كما أراد والذين قصدوا القصد وشحذوا الهمة ليصلوا درجات بالعلا، الذين أوتوا مجامع الألفاظ ومحاسن الكلمات، لا يهمهم حيث ضاقت عليهم أماكنهم، وتم نفيهم من مواطن راحتهم فإن الله جعل كفايتهم به وحده، فهي بذرة يهبها الله لمن يشاء من عباده فإما يسقيها فينبت منها الطيب، وإما يهملها بتكون كأنها لم تكن،

اللهم اجعلنا من الذين صيّرت قلوبهم بساتين بالعطاء والمحبة، واكتب لنا السلامة فيها

لنقابلك بها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.