فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)

لما كان للمجرم أن يسرح ويمرح في ملكوت الله، ويباهي ببطشه الدنيا، كانت سنن الله له بالمرصاد، بكون هذا الفرح هو استدراج لهلاكه والتتبير الذي يلي علوه بإذن الله

في وقت اشتد على أهل الحق معيشتهم، حتى صارت في عين أهل الدنيا ضنكا، وتمرد أهل الباطل بمكرهم، يقف الإنسان أمام مفارقة دنيوية، في قشرتها ظالمة، يرون بها نفسهم ضعفاء قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، إلا من سعة الله عز وجلّ ورحمته.

يعيدنا هذا الكتاب العزيز والنور المبين إلى الحسبة القرآنية، والتي تضرب بعرض الحائط ما مكر لأجله الإنسان لسنوات، الذي اعتبر هذا التقدم ما هو إلا آخر أبواب الهداية الذي يوصد، حتى إذا حصلته قوى الظلم، وباهت به الأمم، أُقبض عليها فما لها من دون الله منجى ولا ملجأ.

آمنت بالله، بعدله وقدرته ورحمته وحكمته

اللهم إنا مغلوبون فانتصر.

كُتب بعد محرقة الخيام

الرابع عشر من أكتوبر