لا أحد يكترث بمعاناتك يا صديقي ولا برحلتك الصعبة في هذه الدنيا، لا أحد يكترث كم قسوت على نفسك وكم سهرت الليالي لبناء ذاتك نعم لا أحد يكترث، ولن يكترثوا ايضا بمنصبك الكبير واسمك اللامع قد يستفيدوا منك نعم لكن صدقني لم ولن يكترثوا.
هذه قصتك وهذه رحلتك أنت فقط فلا تصدع رؤوسنا بها فأنا لدي رحلتي أيضا ولا أكترث لا أكترث إلا بها.
ربي أطفالك منذ الصغر على ذلك لا تمدح كثيرا ذكائهم الخارق وكيف نطقوا حرف الباء بطلاقة أنت فقط تراهم اذكياء لأنهم فلذة كبدك، أنت فقط تكترث أما أنا فقد أجاملك بإبتسامة صفراء ولكن صدقني يا صديقي أنا لا أكترث
ولا تتغزل بجمالهم اليوسفي أمامي باستعراضك لألبوم صورهم كل الأطفال طيبين ورائعين لكن لنكن واقعيين منهم من هو جميل ومنهم من هو قبيح وفي كلتا الحالتين أنا لا أكترث.

أطفالك هم جنودك جهزهم للمعركة منذ الصغر علمهم أن الحياة قاسية وأنه لا بئس لو صفعته على وجهه صفعة او صفعتين( إن خرجت يا صغيري من هذه الحياة بعدة صفعات فقط فأنت من المحظوظين) .

لا تقتلنا بحزنك فڤايرس الحزن معدي، لملم شتات نفسك إرهق نفسك بالبكاء واخرج علينا بأجمل حلتك ولا تشكوا فالشكوى إنحناء ولا تكثر بالفضفضة وترهق من معك بالنهاية هذا حزنك انت، نعم قد أدعمك بكلامات تحفيزية وقد تجدني تألمت لالمك لكني يا عزيزي سأضع رأسي في نهاية اليوم على وسادتي وانا لا أكترث، ليس كرها ولا أنانية بل لان حزني في نظري يفوق حزنك.

نعم أعلم أن جميع أرباب العمل أنذال متسلقين لا يكترثون بشيء وأعلم بأن المؤسسة قد قامت على أكتافك ومن دونك سينهار كل شي وأن كل الارقام السالبة التي وجدت أنت قد بدأت من عندها وها أنت الان تتربع على القمة، ولكن هل تجدني يا عزيزي مكترث؟ بالطبع لا، أنا لا أكترث الا بوظيفتي المتواضعة والملفات المغبرة المتراكمة على مكتبي هي عندي بمشوارك المهني وقصة نجاحك كلها، مبارك عليك نجاحك الباهر الذي تستحقه ولكن لا تبالغ بالكلام عن هذا النجاح وسرد قصص صعودك على القمة، فأنا لا أكترث يا طه حسين.

إبتعد عن كتب التنمية البشرية ومقالات تطوير الذات وجميع مقاطع الفيديو التحفيزية ذات الموسيقى المتلاعبة على المشاعر، أضبط الأدرنالين في جسدك ولا تجعل بعض كلمات من غرباء لا يعرفونك ولا يكترثون حتى بمن تكون يؤثرون عليك ولو بالإيجاب حتى، هذه مهنتهم التي يسترزقون منها لا تنخدع بهم فكل منا له شخصيته الخاصة، حفز نفسك بنفسك فلا احد يكترث.

(هتلر كان نمساوي الاصل و يريد أن يحكم العالم لم يكترث نهائيا بالحفاظ على العرق الالماني) .
لذلك دعك دائما من الفكرة وأنظر الى المغزى طبقها على كل شيء كل شخص تقابله ستكتشف في النهاية أن لا أحد يكترث.