واهم من يعتقد بوجود سعادة مطلقة، ففي حقيقة الأمر السعادة نسبية ليس إلا، مادامت أهداف الإنسان مطلقة وغير محدودة، فبمجرد أن يحقق أحد أهدافه إلا وتجده يسعى لتحقيق آخر، وهكذا دواليك لأن الطموح سرمدي ولا حدود له... فمثلا الشخص قد يرهن سعادته بحصوله على البكالوريا، فيحصل عليها بالفعل فيفرح أياما معدودة بتلك الشهادة،فيكتشف أنها لاتسمن ولا تغني من جوع،وبعدها تجد تفكيره كل التفكير منهمك في اختيار الشعبة وولوج المدرسة ، التي لطالما طمح لاتمام دراسته فيها، فهكذا صارت سعادته مرتبطة بولوج مدرسته العليا المفضلة،فيلج إليها بالفعل،فيتخرج منها،وبعد تخرجه يصير شغله الشاعل،هو الحصول على وظيفة ليبلغ في نظره قمة السعادة، فيحصل عليها، فتصبح سعادته بعد ذلك مرتبطة بالزواج ممن أحب قلبه،فيتزوج فيربط سعادته بأن يرزقه الله أبناء ليزينوا حياته، فيرزق بهم، فتصبح سعادته حينئذ متعلقة بأمور أبنائه(التفوق في الدراسة، حصولهم على عمل...إلخ) وقس على ذلك من الأمثلة..
خلاصة القول أؤكد على مابدأت به الكلام، أن السعادة نسبية مرتبطة أشد الارتباط بأهداف الإنسان التي يسعى لتحقيقها، من المعروف أن أهداف الانسان غير محدودة، مادام حيا يرزق، فما أن يحقق هدفا من أهدافه إلا ويسعى لتحقيق آخر.
هكذا هي الحياة سلسلة أطماح وتوالي تجارب..
بقلم "ياسين اليعكوبي"