تداعيات خوف الفئة الهجينة من الاغلبية والامة العراقية
من أصعب الملفات الشائكة التي تواجه الحكومات وابناء الاغلبية والامة العراقية الاصيلة ؛ ملف الفئة الهجينة او الغرباء والدخلاء والاجانب الذين حصلوا على الجنسية العراقية هم او اباءهم او اجدادهم ؛ وعلى الرغم من اختلاف اصول ابناء الفئة الهجينة وتعدد جذورهم العرقية والقومية والدينية ؛ تجدهم كالبنيان المرصوص قبال الاغلبية العراقية الاصيلة , يشد بعضهم بعضا , ويقف بعضهم خلف بعض وكأنهم في معركة مع العراقيين الاصلاء , فالدخلاء رحماء فيما بينهم اشداء على الاصلاء , من باب : (( كل غريب للغريب نسيب )) فضلا عن انهم في مركب واحد , لذا تشاهد المواطن الهجين الايراني من سكان مدينة الكاظمية يساند المواطن الهجين العثماني من سكان الاعظمية ضد ابناء الاغلبية العراقية على الرغم من اختلاف مذاهبهم الدينية وجذورهم العرقية والقومية , وكما قيل قديما : اذا عرف السبب بطل العجب ؛ فالكثير من العراقيين تعجبوا من سلوك بعض المحسوبين على الطائفة السنية الكريمة وتسألوا عن سبب فتح هؤلاء ابواب العراق امام اكثر من 83 جنسية اجنبية وغريبة ارهابية , بل واسكنوهم في ديارهم وقاسموهم رغيف الخبز , وزوجوهم من نساءهم ؛ وقدموا لهم كافة التسهيلات من أجل تخريب وتدمير البلاد والفتك بالعباد وقتل وذبح ونحر العراقيين الاصلاء كما تنحر الابل ؛ وذلك لانهم يشعرون بالقربى والاطمئنان مع الارهابي الشيشاني والصومالي والداغستاني والشركسي والفلسطيني والمصري والسعودي والهندي والتركي ... الخ ؛ بينما يبادلون ابناء الاغلبية والامة العراقية مشاعر الكراهية والبغضاء والعنصرية والطائفية والحقد الاعمى ؛ ولا غرو في ذلك فالعراق ليس موطنا لأسلافهم والعراقيون الاصلاء القدامى ليسوا اسلافهم ولا تربطهم بهم اية صلة ؛ والاضداد لا تجتمع ابدا , لذا تلاحظ عدم اندماجهم في المجتمع العراقي وتميزهم عن عادات وتقاليد الاغلبية العراقية , وذلك بسبب ثقافاتهم الاجنبية وجيناتهم الوراثية ؛ فالمواطن الهجين لديه استعداد في ان يقدم العراق على طبق من ذهب امام الافريقي او الاوربي او الاسيوي , ويتنازل عن كل المصالح والقيم والمقدسات الوطنية , وان يضحي بأبناء الاغلبية ؛ من أجل بقاءه هو وتقريبه للغرباء والدخلاء على حساب ابناء الوطن الاصلاء , فالمواطن الهجين يعتقد اعتقادا جازما بأن الخطر الذي يهدد كيانه الهجين الهش لا يأتي من خارج الحدود بل من داخل العراق ومن ابناء الاغلبية والامة العراقية الاصيلة , وتعتبر هذه الظاهرة من اندر الظواهر الاجتماعية والسياسية في العالم , اذ يدعي المواطن الهجين من ذوي الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية ؛ الهوية الوطنية والعراقة التاريخية ويجرد العراقيين الاصلاء منها بل ويحاربهم ويعمل على اقصاءهم وتهميشهم وترحيلهم وتهجيرهم والقضاء عليهم بشتى الطرق والوسائل , وفي تجربة الحكومات الهجينة من عام 1920 والى عام 2003 ؛ دليل دامغ على ما ذكرناه انفا .
واهم الاسباب التي تدفع ابناء الفئة الهجينة من الدخلاء والغرباء والاجانب ؛ لهذه السلوكيات المرضية والتصرفات السلبية والرؤى المنكوسة ؛ شعورهم بالعزلة والقلة والغربة ؛ لذا تشاهدهم من أول المرحبين بالتغييرات والاحتلالات والحكومات التي تعمل بالضد من مصالح وعادات وتقاليد وثقافات ابناء الاغلبية والامة العراقية , واول المنخرطين بالأعمال والافعال والسلوكيات والظواهر الاجتماعية السلبية والتي تتقاطع مع عادات وسمات واخلاق العراقيين الاصلاء , فما من ظاهرة سلبية او سنة منكوسة او حدث خبيث الا و وراءه مواطن هجين , وهذا السبب دعاهم الى فتح ابواب التجنيس امام الاجانب والغرباء فضلا عن تجنيس اغلب رعايا الدولة العثمانية البائدة عام 1920 وما تلاه , واستمرت عمليات التجنيس للأجانب والغرباء الى عام 2003 , وتنازلوا عن الكثير من مناطق واراضي الاغلبية العراقية لدول الجوار , من أجل احداث التغييرات الديموغرافية وتقليل نسب الاغلبية وزيادة اعداد ابناء الفئة الهجينة ؛ لأسباب سياسية وطائفية منكوسة , وعلى الرغم من كل هذه الاجراءات الغاشمة واستيلائهم على مقاليد الحكم والسلطة طوال 83 عاما ؛ بقى ابناء الفئة الهجينة يشعرون بالخوف والرعب من الاغلبية العراقية الطيبة والمتسامحة , لانهم يعلمون ان وجودهم في العراق طارئ , وتاريخهم مشين في هذه البلاد , فهم كانوا ولا زالوا ادوات بيد المستعمر الاجنبي والعدو الخارجي , فهم لا يختلفون عن اليهودي الاوربي الذي هاجر الى فلسطين وادعى الاصالة والعراقة فيما بعد بل ونازع الفلسطيني في حقوقه التاريخية وادعى بانه أولى بها من الفلسطيني , وعلى الرغم من ان البعض من ابناء الفئة الهجينة عاش في العراق لأكثر من 100 سنة , الا ان شعوره بالغربة وعدم الانتماء يسري في عروقه كما يسري الدم , وعليه تكون جرائم المقابر الجماعية و العمليات الارهابية ومجازر سبايكر والموصل والصقلاوية وسنجار ؛ تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية لتلك المقدمات , والمشكلة ان هؤلاء لا يعلمون بحقيقة امرهم وامر اسلافهم بل يعتقدون العكس هو الصحيح ؛ ولا اجد مقولة تنطبق عليهم اكثر من مقولة ابن رشد : (( الجهل يقود إلى الخوف، الخوف يقود إلى الكراهية، والكراهية تقود إلى العنف هذه هي المعادلة )) وهذه المعضلة حلها يتم بإحدى الطرق التالية :
- 1- جرد كافة المواطنين من ذوي الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية من الذين حصلوا على الجنسية العراقية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين , ثم التمييز بينهم فمن ثبت بحقه او بحق اباءه جريمة او مخالفة قانونية او تبنيه للفكر المنكوس الحاقد ؛ سحبت منه الجنسية العراقية ورحل الى خارج الحدود , واما الاخرون يخيرون بين التنازل عن الجنسية العراقية ودفع تعويضات مالية لهم وبين بقاءهم في العراق بشروط منها التخلي عن الفكر المنكوس والطائفية والعنصرية والانتماء الى المجتمع العراقي والتحلي بالهوية الوطنية الاصيلة .
- 2- ايقاف كافة عمليات التجنيس , فقد ثبت وبالتجربة ان كل الذين جاؤا الى العراق وحصلوا على الجنسية العراقية من عام 1920 والى هذه الساعة , من الشخصيات مجهولة الاصل وعديمة الفائدة والمصابة بمختلف العقد والامراض النفسية , واغلبهم من الفقراء والطامعين والمتسولين والمرتزقة ؛ والمضحك المبكي في الامر انهم ما ان يتمكنوا ويتسلطوا حتى يكشروا عن انيابهم وتنكشف حقيقة معدنهم الرديء , اذ يعاملوا ابناء الاغلبية بالاستصغار والعنصرية ويفرقون بينهم وبين اشباههم من الغرباء والدخلاء في المعاملة , اذ يقدمون الغرباء عليهم , بل ويدعون انهم سكان العراق القدامى ومن ابناء الامة العراقية الاصلاء او انهم من العرب الاقحاح ...!!
- 3- في كل دول العالم يقدم ابن البلد الاصيل على غيره من ابناء الجاليات والمهاجرين الجدد , الا في العراق اذ يقدم ابناء الفئة الهجينة من بقايا الاحتلالات والعثمنة والعجم والاعراب , ورعايا الاحتلال البريطاني , والمجنسين في عهد الحكومات الهجينة على ابناء العراق الاصلاء , فبينما يتمتع المواطن الهجين بثروات الجنوب وخيرات العراق يحرم العراقي الاصيل منها وكأنه اجنبي غريب او مواطن من الدرجة العاشرة , ومن اغرب العجائب ان الدخلاء والغرباء و ( اللفو واللملوم ) في العراق ؛ يتهمون العراقيين الاصلاء من سكان العراق القدامى وقاطني ارض الحضارات القديمة واحفاد الممالك العربية وابناء جماجم العرب والقبائل العربية والعشائر والبيوتات العراقية العريقة ؛ بأنهم ليسوا عراقيين وينسبوهم تارة الى الهنود واخرى الى العجم وثالثة الى الغجر ورابعة الى المريخ ؛ وما عشت اراك الدهر عجبا , اذ صار الدخيل يعير الاصيل ...!!
- 4- ان عجزت الحكومات العراقية عن اسقاط الجنسية العراقية عن ابناء الفئة الهجينة وترحيلهم الى خارج العراق بالطرق القانونية والانسانية والتي تصب في صالح الطرفين ؛ فبدلا من عمليات الارهاب والاجرام واراقة الدماء ومشاعر الحقد الطائفي والعنصري , والتناشز مع الثقافة الوطنية والتقاطع مع الاغلبية والامة العراقية الاصيلة ؛ يتم تخييرهم بالهجرة الى دول العالم او الرجوع الى اوطانهم الحقيقية مع تعويض مالي ؛ او دمجهم بالمجتمع العراقي من خلال تغيير مناطق سكناهم ودفعهم للاختلاط مع ابناء الاغلبية والامة العراقية وعدم السكن بمناطق مغلقة خاصة بهم فحسب , بالإضافة الى تغيير قناعاتهم المنكوسة وتصحيح افكارهم الطائفية والعنصرية الهدامة , ومراقبة تحركاتهم وارتباطاتهم الخارجية , وفي حال ثبوت تورطهم بالخيانة او العمالة يتم اسقاط الجنسية العراقية عنهم فورا , بينما يجب ان لا تسقط الجنسية العراقية عن العراقي الاصيل باي حال من الاحوال بتاتا ؛ ولا يفهم من هذه المقالة الدعوة للعنصرية او الطائفية او غيرهما من الامراض والعقد والظواهر الخطيرة ؛ بقدر ما هي مقالة كاشفة عن ما يدور ويحدث , فهي تسلط الاضواء على هذه الظاهرة الخطيرة وتضع الحلول لها ؛ من اجل سلامة الهوية الوطنية والوطن والمواطن ؛ وقلتها واكررها للمرة الالف ؛ انا انقل ما يدور في مجالس العراقيين ولا يعني اني اتبنى كل ما جاء فيها , وناقل الكفر ليس كافرا كما يقولون .