تُصبح كئيباً دون سابق إنذار، تحيط بك هالة من الغُمة، لا تعلم كيف حدث ذلك ..
أو ربما تعلم جيداً ذلك السبب ولكنك تتجاهل، ظناً منك أن التجاهل يساعدك على تجاوز الأمر، ولكن ذلك الوضع تفاقم داخلك كثيراً، حتى بات يُشعرك بالضيق الشديد مما ترتديه ..
إنه الخذلان يا صديقي ..
الخذلان بعد الكم السرمدي من الثقة، يجعلك تشعر برغبة عنيفة بالإنطواء حول ذاتك؛ ليس لأنك فقدت أحدهم، بل لأنك تنازلت عن ذاتك، تهاونت كثيراً بمشاعرك، ظننت بِهم خيراً فكان جزاؤك هذا الألم الذي يُهشّم أضلاعك، الذي يجعلك تشعر من شدّة الضيق أن الله لا يُحبك ..
لا تشعر بمن حولك أيام، أسابيع، أو ربما يمتد ذلك الأمر إلى الأشهر، تفقد بهجتك بالأشياء والكائنات، وتبقى حبيس تلك الأفكار التي تتلخص تحت هذه العبارة "لماذا أنا؟"
لماذا اختارني أنا من بين الحشود حتى يحطمني ..؟
لماذا أخذ قلبي على محمل الهزل ..؟
لماذا تنازل عني بعد تلك العهود والمواثيق ..؟
لا أُخفيكم سراً كانت الأجوبة دائماً واضحة بالنسبة لي، وكان الله دائماً يُرسل لي تلك الرسائل والصُدف التي تخبرني أني أجر ذاتي إلى الهاوية فقط حتى لا أخسر أحدهم ..
بتُ أُحارب وأُحارب لاكتشف بأني حاربت من أجل اللاشيء وخسرت نفسي ..
هل تعلم كم هو مؤلم أن تُحارب من أجل شيء لا يراك معركة واجب عليه الفوز حتى يظفر بها ..؟
أنا شعرت بذلك الألم، لذلك أردت أن تحتضن خربشاتي قلبك اللطيف ❤️'
السبت: 12/10/2019
📝: هاجر راشد السعدون