لا يمكن للشخص بخيل العطاء أن يقدم الكثير في مسيرة الإبداع،فما بالك بمن يجمع الخصلتين المنفّرتين( البخيل الدخيل ) فماذا ستكون النتيجة ؟
البخيل يقف موقف المتفرّج في غالب الأحيان وليس له دور حيوي مؤثر في عالم المبدعين،بل أن وجوده وعدمه واحد،والاستماع إليه مضيعةٌ للوقت والجهد،والاستعانة به من باب تكملة العدد أو لمصالح شخصية مباشرة،أو ليكون ستاراً أو ممراً لأصحاب الأهواء،ويشكّل البخيل حجر عثرة في طريق المبدعين لذلك يسقط من حساباتهم سريعاً ولا تقوم له قائمة في نهاية الأمر.
أمّا الدخيل فهو واحد من أخطر مدمري الإبداع قديماً وحديثاً فهو يشبه القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أيّة لحظة،حينما تتعارض الأمور مع مصالحه،فتجده يفسد بكل ما لديه من قوة وأساليب مراوغة وتشهير وتنفير البشر حتى يحقّق هدفه الخاص.
هذه الفردانية النفسية المريعة جلبت الخراب لأصحابها وللمحيطين بها وبالتالي إلى البيئة الإبداعية والأغرب من كل هذا أن أخطاء الدخلاء فادحة جداً وواضحة للعيان،لكنهم يدافعون عن كوارثهم ونكباتهم باستماتة زائفة وهم يعلمون جيداً أنهم يفسدون ولا يصلحون،ويدمّرون ولا يعمّرون لكن يتعامون عن كل هذا بأساليب ملتوية معقّدة تثير اشمئزاز المتابعين والعارفين،وهذا ما سبّب تراجعاً واضحاً في عوالم الإبداع بشكلٍ أو بآخر لأن سيطرة الدخلاء على المشهد أدْت إلى ابتعاد المبدعين الحقيقيين والهجرة نحو أماكن أخرى بعيداً عن هذه النماذج التي اقتحمت عالمهم عنوة لأسباب شخصية بحتة.
"لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون"
ابن حزم الاندلسي
عالم إسلامي