منهك ،يضغط على أصابع يده بتوتر .صداع جهة أذنه اليسرى كصوت ذبابة عاهرة حاد ومقرف. أسند ذراعيه إلى شجرة الكاليتوس الضخمة وصرخ بوجع مكتوم :
- أيها الوجع ألا تخجل تلاحقنا ،تنكل بنا ؟
-الألم لا يتحدث .
رفع رأسه ،نعم لقد سمع صوتا . الحديقة في هذه الساعة فارغة ،لا أحد يجرؤ و يدخلها ...
- الألم لا يتحدث .
إلتفت جهة نافورة الفارس المنتصب على جواده النافر،مغبر و قد تهشم جزء من وجهه .هل يمكن ان التمثال تحدث؟ لا  الألم ملعون يصور لي أشياء تحدث . و قهقه حتى ان رأسه شد عليه فكاد ينفجر . جلس على حافة الإص الكبير و لف رأسه بذراعيه .
- الألم لا يتحدث.
رفع راسه ،ارتبك ،سقط ...
- لا لا .
الفارس الحجري يترجل عن جواده ! دنى منه يريد ان يلامس رأسه ،يحاول ان يرده .الفارس يوقفه ،ينظف ملابسه و يقول :
- لا تستسلم .
أصوات مندفعة من درب البساتين ،الجماهير تزحف إلى الشارع الرئيسي هاتفة : حرية كرامة جزائر مستقلة . ماذا ؟ الفارس ! الألم  ...لا يوجد ألم .
-لا تستسلم .