على هامش زيارته لشقيقه، تحدّث فلاديمير راميريز سانشيز، الشقيق الأصغر للمناضل الأممي إليتش "كارلوس"، إلى مجلة "تودوس أدينترو Todos Adentro" الثّقافية الصّادرة عن وزارة الثقافة الفنزويلية، عن كارلوس وعلاقته به. إخترت بعض المقتطفات: رأيت شقيقي آخر مرة، فعليًا، في المنزل الذي تشاركناه في لندن، في 10 أكتوبر 1974.أعمل كمهندس مدني، لكنّني الآن بصدد إكمال أطروحتي في التاريخ، وموضوعها يتمحور حول حياة إيليتش من لحظة مغادرته جامعة "باتريس لومومبا" في السّبعينيات وانضمامه إلى الكفاح الفلسطيني. يمكننا أن نقول أنّ حياة أخي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل: الأولى هي تلك التي شكّلها، والتي تُبرز كفاحه الثّوري الذي لم تتطرّق إليه الإمبريالية، التي أنتجت عدة أفلام عن إيليتش، مليئة الأكاذيب، وعدم الدقة. والثانية تتناول نضاله النّشط وصولاّ الى المرحلة الأخيرة، التي تتضمّن ظروف اختطافه وسجنه. أخبرني أنّه كتب مذكّراته، لقد قام بذلك قبل اختطافه والنسختان محفوظتان في مكان آمن. إنّه ثوري منضبط للغاية ويحترم التزامه بحماية الحقوق والظروف الأمنية لرفاقه الثوريين، لذلك طلب عدم الكشف عن هذه التّقارير إلا بعد مرور 30 عامًا على رحيله، لحماية الشحصيات المذكورة في المذكّرات. لم ينهزم إيليتش ولم ينحن. مزاجه وظروفه الفكرية مثيرة للإعجاب، نا زال حارمًا في مبادئه وقيمه، وهو الشيء الذي ميزه. يمكنني حتى أن أقول إنه حاز على احترام خاطفيه، وخاصة أولئك الذين هم على اتصال مباشر معه. أعرف أن أفراد عائلتي تمكنوا من لمّ الشمل مع أخي، وللأسف لم أتمكن من الذّهاب إلى فرنسا. خلال هذه السنوات الخمس والعشرين. كان سجينًا مثاليًا لم يحاول مطلقًا القيام بأعمال عنف من أي نوع. لسوء الحظ، تصرفت الدولة الفرنسية معه بطريقة غير لائقة من الخطف والمحاكمات غير القانونية، إلى التصرف بعدم احترام الإجراءات القانونية الواجبة. السّنوات العشر الأولى أبقته في ظروف يرثى لها: تعذيب نفسي وعزلة ... اضطرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلى مطالبة الحكومة الفرنسية بوقف هذا السلوك ضد إيليتش. لقد تم عزله عن زوجته، وهي محاميته، الفرنسية إيزابيل كوتانت بيير التي تعرّضت للاضطهاد الشديد من قبل الدولة الفرنسية وحُرمت من كل امتيازها تقريبًا لمنعها من الدفاع بشكل فعال عن زوجها.تتنافس وسائل الإعلام اليوم مع بقية القوى في البحث، في بعض الأحيان بأي ثمن، عن تجسيد شخصيّة كارلوس. وكما تعلم صناعة الإعلام والسينما تُعد واحدة من أقوى أدوات الإمبريالية لإخضاع الشعوب. الصهيونية تسيطر على هوليود وعلى معظم وسائل الإعلام الكبري. الإمبريالية، بكل ما تنطوي عليه من عوامل، كان لديها دائمًا إستراتيجية تم تنفيذها واستخدمت بنجاح مدوٍ وهي إحداث شرخ في النّفوس تجاه شخصيّة معيّنة للفوز. من الواضح أنّ الشخص الذي يترك هذه القضية سيتعرض للهجوم فورًا، خاصةً إذا نجح في قتاله. لا تنسوا أنّ تصرفات إيليتش جعلته عدوًا عدوًا للإمبرياليّة، لأنّهم كانوا يخشون أن يكون مثل تشي جيفارا وغيره من الشّخصيات المناهضة للإمبريالية التي يجب يؤدي اتباعها من خلال توحيد الجهود الثّورية، إلى نجاح الإمبريالية. أثار كارلوس سخطهم. لقد عرّص إيليتش حياته للخطر. قضى وقته يقاتل إلى جانب الإخوة الفلسطينيين. هذا النجاح الذي خلق له أعداء في الداخل والخارج كان سببًا لخلق استراتيجية تهدف إلى خفض قيمة كفاحه، وتشويه سمعته من خلال وصفه بأنه إرهابي، أو مرتزق، أو سفّاح مرتزق. حتى عندما تشاهد الفيلم الذي أنتجه الفرنسيون عن حياته، تجد أنهم يريدون أن يظهروه كرجل مصمم على ممارسة الجنس في أي مكان، مع أي امرأة، أو تصويره كارهًا للنساء، مثلي الجنس... إنهم يرغبون في خلق شخصية مكروهة من شأنها دفع المشاهد الى تكوين رأي سلبي عن كارلوس، ولكن له أيضًا الغرض الآخر من يتمثل في تهيئة المناخ الملائم حتى يتمكنوا من محاكمته قضائياً أطول فترة ممكنة. ولتوليد ميل إلى أن يكون منطقياً مذنباً، لذلك فإن معظم النّاس تحكم على "ابن آوى" كما تصفه الإمبريالية.#Ilich_Ramírez_Sánchez#Carlos_El_Chacal