مع التطور السريع الذي تشهده الإنسانية أجمع في الاتصالات والوصول للمعلومات بشكل سهل ، لا ينكر أحد فضل التقنيات وبأن لها أثر إيجابي نافع وفي الجانب الآخر أثر سلبي ضار !

بالنسبة لنا كمسلمين لنا هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقبل كل شيء قيمنا ، يجب أن نقف وقفة تأمل ، سابقاً كانت الأسرة اهتمامها الأول الأبناء وغرس القيم والتربية على كتاب الله وسنة نبيه ، والحرص على العلاقات بأن تكون مع أصحاب الخلق الرفيع ، أما الآن الوضع اختلف تماماً ولكنه اختلاف خطير يستحق التحرك السريع من الأسرة قبل كل شيء ، أصبح تواصل الأبناء مع شخصيات رقمية مجهولة وتقوى العلاقة الوهمية وتبنى عليها خيالات ، كما أصبح تصفح المواقع مفتوحاً للكل دون رقابة من الوالدين والمواقع قد تكون مشبوهة تعرض ما ينافي الدين والقيم ولكن حب الاستطلاع عند الأبناء جعلهم يخوضوا أيّ موقع ليشبعوا مايتمنوا معرفته من باب المعرفة حتى لو كانت حراماً !

أصبح الأن الأبناء يمضوا أغلب أوقاتهم مع الأجهزة الذكية التي غزت كل البيوت دون استثناء وخاصة المراهقين حيث وضحت دراسات أن بقائهم على الأجهزة يصل إلى ثمان ساعات يومياً ، في الوقت الذي بدأ كيان الأسرة يهتز ويفقد هويته ، من المسؤول !

هل ندع الحبل على القارب ويضيع أبناءنا ؟

أم نوجههم التوجيه السليم الأمثل للتعامل مع هذه التقنيات والتكنولوجيا ونحميهم من أي خطر يقضي على قيمهم وسعادتهم .

نحن بحاجة لسياسة وقائية تحمي أبناءنا من خطر هذه التقنيات ، ونعلمهم الاستخدام الإيجابي لها للرقي بأنفسهم وبالوطن وهذا ما يسمى بالمواطنة الرقمية ، وهي باختصار : " توجيه وحماية، توجيه نحو منافع التقنيات الحديثة ، وحماية من أخطارها.

المواطنة الرقمية وعي باستخدام التقنيات وخاصة فئة الأطفال والمراهقين ، لأن المشاهد الآن في المؤسسات التعليمية وما تحويه من بعض المشاكل مع الطلاب ، السبب في هذه المشاكل والسلوكيات الخاطئة هي التكنولوجيا التي لم يوجه لها أبناءنا التوجيه السليم سواء من المدرسة أو من البيت !

لابد من نشر ثقافة المواطنة الرقمية في كل مكان ونبدأ من البيت والمدرسة لأنهما المؤسس الأول والركيزة التي يرتكز عليها المجتمع ، والمواطنة الرقمية لا تقتصر على البيئة الاجتماعية وسلوك الطلاب بل لها تصنيفات عدة ، المهم بالنسبة لي البيئة الاجتماعية وسلوك الطلاب .

سأكمل بقية الموضوع في مقال قادم بمشيئة الله .

دمتم بحب .