كنت أتجهز للنوم .. وضعت هاتفي في الشاحن وهممت بغلق صفحتي المحترمة على الفيسبوك بعد أن تأكدت أن الأمور تسير على أسوء ما يرام، والتقشف سيقضي علينا خلال أيام معدودات، والفشل أمامنا، والقرف من وراءنا ولا مفر سوى إلى القبر وقبل أن أضع رأسي على الوسادة غير هانئ ولا مرتاح وقعت عيني المسكينة الناعسة، المنطفئة كحبة عنب فاسدة على منشور في مجموعة غريبة عجيبة لم أطلب الإنضمام لها ولا أعلم متى أو كيف تمت إضافتي إليها، إرتفعت حرارتي وأصبت بآلام في الرقبة وأسفل الظهر وحكة تحت اللسان وتعرقت وشعرت برغبة في الإلقاء نفسي من الشرفة أو صعقي بسلك كهربائي أو عض شخص حد الموت .. إسم المجموعة أدخلني في حالة هستيرية ونوبة من الهلع والفزع وقلق مزمن، وليس بعيداً أن أصاب بمرض السكري وارتفاع الضغط وأن يغشى عليّ في أي لحظة .. ماذا يفعل مواطن صالح وموهوب مثلي، يؤدي واجباته على أكمل وجه وليس بينه وبين الحكومة أي مشاكل كما أن ليس له حبيبه لتحدث بيننا أي مجازر إلكترونية ولا إستفزازات من شكل vu أو قبضة زرقاء لا تسر الناظرين .. ماذا يفعل مواطن طموح وشغوف بالأكل والنوم ومشاهدة المسرحيات الكلاسيكية وسماع موسيقى وتصفح الكتب .. في مجموعة بإسم "حمواتي وسلافاتي مادارو فيا، للنساء فقط .. الرجال لي يحب ينسناس مرحبا بيه"