برز مصطلح ( لصوص الطاقة ) في محاضرات علم النفس والتنمية البشرية في السنوات الماضية،يركّز هذا المصطلح على ضرورة تجنّب السلبيين والمتطفّلين وأصحاب الحوائج والانتهازيين والمضطربين نفسياً حتى لا نبدّد طاقاتنا في أشياء عديمة الجدوى،وفي مقاربةٍ واقعية مع الحقل الثقافي نرى عزوفاً واضحاً من المثقفين لحضور الندوات والجلسات الودّية،إضافة إلى ابتعاد شريحة كبيرة عن العمل الإداري الثقافي لأسباب متعددة.
المثقف الحالم صاحب المشاريع الحقيقية ليس لديه وقتٌ يضيّعه مع أمثال هؤلاء الذين يستنزفون الصحة النفسية والجسدية بسبب مصالح شخصية ضيّقة،إلا أن المتربّصين الحانقين على المبدعين بشكلٍ عام استطاعوا تقمّص شخصية ( لص الطاقة ) بامتياز مما أدى إلى تعطّل العديد من الأفكار والمشاريع المميزة،يتميز هؤلاء بنقاط محددة:
الإلحاح المستمر دون كلل وملل
التواصل الفعّال بدرجةٍ مدهشة
الكذب والمراوغة
الاختفاء التام بعد تحقيق مهمته بنجاح.
ومن المحزن أن يكتشف المرء أن هناك من الأقارب والأصدقاء والزملاء أي المحيط الخاص من يلعب دور ( لص الطاقة ) عن قصدٍ أو دونه،لذلك يجب التعامل مع هكذا نفسيات بأسلوب تغلب عليه الحنكة والحكمة،فالنزاعات العدوانية لا تجلب سوى المتاعب الجمّة،لذلك يجب أن نعوّد أنفسنا قبل الآخرين بأننا لسنا متاحين في أي وقت و في أي مكان،علينا أن ننظم أوقاتنا ولا بأس من إعداد جدولٍ أسبوعي مسبق لنتلافى اللقاءات العشوائية التي لا طائل منها.
إن ساعة الزمن تجري بسرعةٍ مخيفة،والعمر يمضي ولا أحد يضمن البقاء أو العافية إلى الأبد،فلا بد أن يستثمر المبدع مرحلة ريعان الشباب بشكلٍ مناسب ليتمكّن من تحقيق طموحاته خاصة أننا في عالمٍ يشهد تحوّلات ثقافية سريعة.
لا مكان ل ( لصوص الطاقة ) سوى زنازين التجاهل.