تخيّل أن يحتفل احدهم بحريق حصل في منزلك في العام الماضي، ويوثق ذلك بموسيقى مبهجة ورسومات جرافيك لطيفة.
فيسبوك تحب ان "تحتفل" بكل ذكرياتك بشكل مبرمج عن طريق عمل ريفيو قصير يستعرض لحظاتك كل نهاية شهر أو بداية سنة جديدة. رسومات الجرافيكس لطيفة وعصريّة، لكن لإن فيسبوك نسيت المستخدمين الذين لم تكن لحظاتهم التي شاركوها تستحق الاحتفال، أدى ذلك إلى استياء الكثيرين من المستخدمين بعدها قدّمت فيسبوك اعتذراً لهؤلاء.
في كل مجالات التصميم من الضروري فهم الفئة المستهدفة لتحديد الطريقة التي سيبدو عليها التصميم، التعرف على اهتمامات هذه الفئة وفهمهم هو مرجع مهم للمساعدة على اختيار العناصر الصحيحة للتصميم.
الفهم الدقيق لهذه الفئة يمكن أن يجيب على الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالاختيارات الصحيحة، ما إذا كانت الألوان مناسبة، الخطوط، الأشكال، التسلسل الهرمي... على عكس التصميم الأعمى والاعتماد على التفضيلات الشخصيّة.
عدم توفّر المعلومات الكافية و كيفية عمل المشروع سيعكس ايضاً على اختياراتنا للتصميم، مثلاً إذا كنت تعمل على هوية بصرية لحضانة أطفال من السهل أن يدفعك الحماس للبدء في تصاميم طفولية ورسومات كارتونية وتنسى أنك تجاهلت من الشخص الذي يقرر إدخال الطفل للحضانة (صاحب القرار). ولتكون الهوية أكثر فاعلية من الضروري الأخذ بالاعتبار جميع هذه الفئات بالنسبة للحضانة ثم الموازنة بين اهتمامات الأطفال و أولويات الوالدين ـ أو المسؤولين عنهم.
في أحد المشاريع التي عملت عليها سابقاً كان المشروع عمل هوية بصرية لمطعم جديد يستهدف الأشخاص الذين يتبّعون نمط حياة صحيّ بتقديم وجبات صحيّة، كان علينا التحديد بالضبط من هم الأشخاص الصحيين الذي يستهدفهم المطعم قبل البدء في تصميم الهوية البصرية.
"صحي" يمكن أن يندرج تحتها الكثير من الفئات والأنماط التي يجب مراعاتها، على سبيل المثال نمط الحياة الصحي يمكن أن يعكس الأشخاص المهتمين بالأطعمة العضوية، وبالطبع مظهر التصميم سيكون مختلفاً عن الفئة الأخرى التي تبحث عن الوجبات المنخفضة السعرات والقليلة الدهون أو فئة الاشخاص النباتيين، لأن تجاهل الزبائن عند التصميم ممكن يؤدي الى تجاهلهم لمنتجك ايضاً.
علاوة على ذلك من المهم أن تكون عناصر الجرافيكس انعكاساً حقيقياً لما يقدمه هذا المنتج، خاصةً توظيف هذه العناصر وحدها لا يؤدي إلى النتائج التي تتوقعها.
أياً كان حجم المشروع فهم الجمهور أساسي لعملية التصميم، المصمم لا يحتاج الى "إلهام" خارج العمل ولكن ما يحتاجه بالفعل هو" المعلومات" الكافية والصحيحة من العميل لخلق تصميم ناجح موجّه بشكل دقيق إلى المستهلكين/المستخدمين.
