شعارات.png

عندما بدأت العمل كجرافيك ديزاينر كنت أقدر نوع واحد من الشعارات - وأعتقد أن أغلبية بداية المصممين كانت كذلك - وهي الشعارات الذكيّة التي تثير التساؤلات حولها،

وخاصة تلك التي تحمل سراً  أو لغزاً كالرموز الخفيّة التي تبنى بواسطة المساحات السلبية أو الفراغ (Negative Space).

كنت منبهرة بهذا النوع من الناحية الفنيّة الإبداعية - ولازلت - لذلك هذا النوع يحتل المرتبة الأولى بالنسبة لي في ذاك الوقت، حتى بعد نشرها 

أجد أنها تلاقي تقديراً كبيراً بين المصممين والعملاء مما زاد اهتمامي بها أكثر.

لكن هل قدمت جميع تلك الشعارات المعنى الصحيح؟  هل يخدم هذا النوع من الشعارات العلامة أو المنتج الذي صُمم الشعار من أجله ؟

أجد أن هذا الموضوع مهماً لإن الكثير من الأشخاص يقوم بإرسال طلب تصميم شعار وقد أرفق نماذج صور من الشعارات كفيدكس و إن بي سي التي تستخدم هذا النمط

ويطلب تطبيقه على الشعار الخاص به، معتقداً أن هذا النوع هو الحل الوحيد والإفتراضي لأي علامة، أو أن هذا هو الشكل الوحيد فقط للشعار الناجح.

كل مشروع له قصته المختلفة عن الأخرى ولابد أن يكون لها حلول ومراحل عمل وتنفيذ مختلفة ايضاً،

ولعل الكثير من المصممين يدركون ذلك، فهم يقدمون هذا النوع من الحلول فقط لمحاولة إرضاء الأغلبية من العملاء، في حين أن دور المصمم يتوجب عليه توضيح و ذكر أسباب 

القرارات التي اتخذها لإخراج العمل؛ لجعل العميل في الصورة وإقناعه بأن ليس كل علامة، منتج، خدمة تحتاج شعاراً ذكياً أو مبالغاً في طريقة تنفيذه.

ليس خطأً أن يكون الشعار عادياً أو متوقعاً! قد يكون هو الرمز الصحيح الذي يمثل شخصيّة العلامة ويعكس ثقافتها و جمهورها،

غالباً ما يكون التركيز على إبهار العميل بذكاء تصميم الشعار بينما الأهم هو تمثيله بشكل صحيح لمعاني وأهداف المشروع الذي تحتاج الشعار من أجله.

"الفيل لاينسى ابداَ" من هنا استوحت Evernote رمزها "الفيل" الذي يمثل خدماتها بصورة رائعة وعميقة وهي من الشعارات التي أفضلها شخصياً، لايوجد في الرمز تنفيذ

غريب ولكن الفكرة عميقة وذكيَة و تعكس الخدمة التي يقدمها التطبيق بطريقة مميزة.

Swarovski، يمثلها فقط "طائر إوز" والذي يستخدم لوصف الشخص الفائق الجمال-في ثقافات معيّنة- والأنوثة و الغموض.

جميع تلك العلامات مثلتها رموز وأيقونات تعبّر بشكل مباشر وغير مباشر عن روح العلامة التجارية أو خدماتها بدون اللجوء إلى التعقيد في التنفيذ أو إخراجها بصورة ملفتة،

والأخذ بالإعتبار قدرة الرمز على التكيّف مع الإستخدامات المختلفة.

blog images-04-01.png

الشعار لا يمكن أن يكون كل شيء!

أكيد كمصمم وصلتك أو قرأت تعليقات محبطة جداً مثل "ماتعبت نفسك! " أو "الشعار مافيه إبداع"  قد يقولها المصممون قبل العملاء تعليقاً على شعار بسيط بصرياً ليكون

حشو وتركيب الرموز وكثرة المعاني مقياس جهد ومهارة المصمم لديهم،

والأصل أن الشعارات البسيطة القليلة التفاصيل والتي تختصر العديد من المعاني في رمز واحد هي التي تأخذ جهداً وتفكيراً عميقاً من خلط ولصق الرموز وإجبار الشعار أن

يكون شعاراً، أو أن يخبر كل شيء كالخدمات المقدمة والوجبات التي يقدمها المطعم على شكل رموز وإظهارها كشعار،

وأحياناً نرى "اقحام" حساباتهم على تويتر وسناب شات في التصميم.

وهذا يشبه الشخص المجهول الذي يوجد دائماً في غرف الإنتظار ويخبرك كل تفاصيل حياته بشكل ممل، فقط لإنك تجلس بالجهه المقابلة، نفس المسألة عندما نرى 

الشعار" الثرثار" فنحن لم نختر أن نعرف "المزيد" عن العلامة والخدمات المقدمة بعد.. خلق القليل من الغموض والإكتفاء بمعلومات قليلة يحفز العميل المطلوب بالبحث أكثر عن ماتقدمه.

لازال لديك الكثير من الأدوات ونقاط التواصل مع عملائك لإستغلالها بشكل لائق لها و إضافة ما لم يتم قوله في الشعار.

مثل المطبوعات كـبطاقات الأعمال و البروشور أو الوسائل الأخرى مثل الموقع الإلكتروني التي يمكنك استخدامها بدلاً من الإعتماد على الشعار بشكل كلي.

فيديو قصير من قناة The Futur يتحدث فيه عن أفضل الشعارات لأكثر العلامات شهرة و نجاح.

في نظري كلما كان الجهد واضح في الإخراج للمشاهد زادت فرصته أن يكون فاشلاً، التحدي هو أن تجعل النتائج تبدو وكأنك لم تبذل جهداً يذكر.