﷽
[ علاج الوسواس ]
الحمد لله وبه نستعين :
يصيب الوسواس القهري الرَّجال والنساء بدرجة متساوية، ويظهر في جميع مراحل العمر من الطفولة إلى الشيخوخة ولكن معظم الحالات تصاب في مرحلة العشرينات وتقدر نسبته ٢-٣% من أفراد المجتمع.
و الأصل في الوسواس سببه أنه من عمل الشيطان. يبدأ في وسواس العبد في الشيء اليسير في عبادته وعمله وسلوكه، فإن استعاذ منه لم يتغلب عليه، وإن استجاب له وكان ضعيفاً شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في ربه و دينه ونبيه، ويضعف عزيمته ويبطل عمله ويكون العبد له أسيراً .
وقد قال عثمان بن أبي العاص : يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال : رسول الله ﷺ: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، و اتفل عن يسارك ثلاثاً . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم.
-ما الوسواس القهري؟
هو عبارة عن أفكار، أو صور متكررة، وملحة تسيطر على تفكير الشخص المصاب وتستهلك وقته، مع علمه أنها أفكار خاطئة ساذجة، لا يستطيع التخلص منها، ينتج عنه انزعاج نفسي شديد.
وهي تظهر على شكل أفكار أو أفعال لا يستطيع المريض مقاومتها، فيضطر للاستجابة لها حتى يخفف ما يصيبه من ضغط نفسي ناتج عن ذلك.
العلاج باختصار :
١-الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال الله ﷻ : ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
٢-المحافظة على الأوراد اليومية، أذكار الصباح والمساء، ولا سيما قوله ﷺ: مَنْ قَالَ لاَ إِلَه إِلاَّ اللَّه وَحْده لاَ شَرِيك لَهُ، لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد، وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير فِي يَوْم مِائَة مَرَّة، كَانَ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ. متفق عليه.
٣-الرقية الشرعية، بأن ترقي على (نفسك) وهو الأفضل.
٤-قراءة شىء من القرآن، وخاصة سورة البقرة.
٥-المحافظة على الصلوات الخمس بوقتها مع سنن الرواتب.
٦-المحافظة على الأذكار أدبار الصلوات الخمس.
٧-الإكثار من ذكر الله، فإن لذكر الله أثراً عظيماً في اطمئنان القلب، وخاصة عند الدخول والخروج من المنزل، وعند الطعام والانتهاء، ودخول الخلاء والخروج منه، وعند الركوب، وعند النوم وغير ذلك.
٨-عند الوضوء اجعل شخصاً يقف بجوارك ينبهك على الزيادة والنقص.
٩-الدُّعاء بأن الله ﷻ يخلصك من هذا المرض (الوسواس) وهو من أهمها. قال الله ﷻ :﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾. وقوله: ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ﴾.
١٠-إهماله الوسواس، وعدم الالتفات إليه، وعدم الاستسلام له، وقد أطبق على هذا أهل العلم، قال ابن تيمية رحمه الله : والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر، والصلاة، ولا يضجر لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان قال الله ﷻ :
﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾.
وكلما أراد العبد توجهاً إلى الله بقلبه جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطع الطريق عليه. ا.هـ
عدم الالتفات لهذا الوسواس نهائياً، ومقاومته بكل ما تستطيع، حتى ولو بكيت، أو تألمت أو حزنت، المهم أن تقاوم وتستعين بالله ﷻ.
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم,,,
وكتبه
عبدالعزيز بن إبراهيم الخضير
١٤٣٠/١/١٣هـ.