صورتك يا درة الأرض لا تفارق الأذهان ، فلترفرف روحك الكريمة إلي السماء بسلام كتاب اليمين ، نفسا لم تذنب ولم تتعلق بأي آثام جعلت من الملائكة متشوقين ومنتظرين ، بعيدا عن الواقع الأليم الغير أمين ، سحقا لزبانية الشر قاتلي وسارقي الأحلام في مهدها وزاد الظلم وجارا في التمكين ، عطشنا عطش السنيين ثم شربنا كأس المرارة رغما عنا وعلي غير إرادة الصامدين ، آثار العلقم والصبار ما زالت عالقة في الأحلاق ، صدمة الأب فاقت الحدود والأزمان ، نظر الأب إلي السماء وإستغاث برب العباد صبرا علي الإبتلاء ، يطلب من الرحمن اللقاء في الجنان ، ولكنهم أرادوا كسرته وكسرتنا جميعا من هول المشهد وبشاعته مع فقدان الحنين ، أكرم الله سبحانه وتعالي الأب وأنعم عليه بطفل ثاني لعله يجفف الأوجاع ويشف الصدور ويصبر القلوب وينير العيون ، ذكراك يا درة ستبقي دائما في داخل الوجدان ، وستنشر البشري علي الملأ من المحبة فيضان ، أبدا لن تغيب الشمس يوما بمكان ، لفت أنظار المسلمين الذين نسوا وتناسوا أرض فلسطين الغالية وأهلها الطيبين ، وقدساها وأقصاها الذي أسري إليه رسولنا الكريم وصلي فيه بالأنبياء إماما ، وأعرج منه مع جبريل عليه السلام إلي السموات السبع في معجزة الإسراء والمعراج والتي خصت رسولنا الكريم دون غيره من الأنبياء بعدما فاض به الكيل من الأحزان ، فكانت مكافأة من رب السموات والأرض لحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم ، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ، فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ، أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ، عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ، لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ} ، المسجد الأقصي الشريف أولي القبلتين وثالث الحرمين ، وعلينا جميعا بسد الدين الذي في رقابنا إلي يوم الدين تجاه تلك البقعة المقدسة والتي هي من أقدم المناطق المأهولة في العالم ، التاريخ سيظل شاهدا علي عروبتك يا القدس العتيقة رايتك ستظل في أعلي العنان ، ولن يمحي بالجرافات والدبابات والتهويد والمستوطنات والحصار وقبضة السجان وإتخاذها عاصمة للكيان المزعوم ونقل السفارات وصمت الرعاة ، فهما حدث لن يتحكم سرطان البشر في الأجساد طالما النبض ما زال يجري في الشريان ، متي سنتحرك ونوحد الصفوف ونقف كاليد الواحدة في وجه الظلم والطغيان ، الورود علي خدودك الدرة إرتوت وسكنت ونبتت الأشجان ، وذرفت الدموع تمنع لدغة الثعابين ، هز بكائك الدر ضمير العالم الحر بجميع طوائفه وألوانه وأجناسه ، إنفطرت القلوب من الحزن وتقطعت بنا الأسباب ، هذا حالنا المرير وما وصلنا إليه أيها المسلمين ، هوانا فوق الهوان ، وكأس الذل مذاقا من عصير الأبدان ، تحملنا القهر وما وراء القهر حتي أصبح من أفضل الثياب المعتاد ، حقوق الإنسان التي يتشدقون بها أسياد العالم ماتت علي أراضينا ، فالعالم الثالث تحت التراب مدفون ، لا حرية ولا كرامة لإنسان ، براءة الأطفال دهست تحت نار القذائف والصوايخ والطائرات وغطت أدخنتها علي كل الأركان ، لا رحمة من عدو غادر جبان ، رصاصة رخيصة تقتل روحا بريئة في وضح النهار وسط أصحاب اليقين ، وصموك بالإرهاب وأنت أطهر الأطفال وثمرة البنون ، دموعنا لا تكفي للإنتقام من قاتلوك أمام العيون ، موتك يا ولدي أوقد شمعة الأمل في الأمة لعلها تستيقظ من ثباتها العميق ، وتتمسك برد الدين بإيمان عميق يزلزل عروشهم الواهية وأفكارهم التوسعية وخططهم الجهنمية ، حقا لإنهم شياطين في لباس الإنس ورفقاء لأشرار الجن ، تحكموا في القوي العالمية وإستباحوا كل شيء تحت غطاء شرطي العالم ومجلسها مع أفعالها الغاشمة ولا حوة ولا قوة إلا بالله ، تحركت أمواج الإنتفاضة ترجوا القصاص وأصبحت يا درة الأيقونة وملهمها للنصر القريب إن شاء الله ، وما النصر إلا من عند الله ، { فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ، لم يدري العدو ولم يخطر بباله أنه بقتلك أحيا الأمل في الملايين ممن لا يزالون يحلمون بغد أفضل ، لا بد من تطهير أنفسننا بأنفسننا كخيار أول ، فقد وقف من يمسكون بمقاليد الأمور ونادوا : إقتلوا - دمروا -شردوا - نكلوا - ولكن حافظوا علي الأطفال ، سناحصر معكم إخواننا وسنمنع عنهم الطعام والشراب ، وعليكم أنتم إتخاذ الأجساد أشهي طعام ، لقد قتلناك بأيدينا نحن أولا قبل أن تقتلك يد الخسة والندالة بسكوتنا ورضوخنا والعار الذي إحتل النفوس ، إتخذنا الأخ عدوا وقابلنا العدو بالأحضان ولقبناه بالصديق العزيز ، قلبت الآية في بلادنا ، وبريء الخائن ، وسجن البريء ، وشهد الفاسد علي الشريف ، ومات الشرفاء وراء القضبان ، وأهين حملة القرآن وحفظته وعلمائه في الداخل وكانوا مقيدون ، وكرم اللصوص في الخارج وصاروا يتنعمون ويتلهون ، وإختفت الحقيقة في ظلام الليل ، وتاه التاريخ في التعليق علي الأحداث ، ومسحت الجغرافيا بأستيكة سوداء وأصبحت الخرائط حسب الهوي والمزاج الذاتي هي السائدة ، وكثرت حبس الطيور المغردة من كل صوب وحدب في الأقفاص الحديدية ، الجهل والتخلف والجنون زرعوه بضمير في قلوب وعقول الأمة ، فكانت النتائج تغييب كامل فاق كل الرؤوس ، وكثرت أعداد الدروايش والمنافقين والمستفيدين والبلهاء والببغاوات وصاحت البومات في كل مكان تجلب الفقر والإضطهاد ، أه من صرخة الأعزاء أطلقوا الجهاد للجم من إستباح الأعراض وإغتصب الأراضي بكل سبيل ، جموعنا في شتي البقاع مع صوتنا علي طول حناحرنا فقط أرعبته وأدخلته إلي مخابئه خائفا من ردود الأفعال ، فلسطين يا أرض وممشي الأنبياء ، بحور الدم سالت في كل مكان ، الأقصي الشريف يئن تحت الحصار ويستغيث ، نجست أقدام الصهياينة ساحاته وباحاته بلا عقاب ، ننبيا ومصطفانا صل الله عليه وسلم أمرنا بشد الرحال فلماذا لا نلبي النداء ، ياه يا قدس القلب مع العقل الفداء ، فكما فتحها وحررها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقام العدل فيها وجعل قانون الإسلام نعما القانون ، صلاح الدين سوف ينجنب صلاح الدين الأيوبي من جديد ليحررك يا أقصي من أيدي اليهود الآثمين الغاشمين ، عاجلا أو آجلا وعد الله مكتوب سترفع رايات الإسلام فوق زهرة المدائن ، تصيح في المآذن بصوت يهز الأركان بالآذان ، الله أكبر علي المعتدين ، وليكن ما يكن وليعلم القاصي والداني أنه لا خلاص سوي المقاومة وكتائبها علي كافة المستويات عندها فقط سسترد الأرض وتنور الكرامة علي كل الجبهات ، يا شر الأمم تاريخكم في البلاد مشتتين ، ورجوعكم لماضيكم المشين مسألة وقت لا غير ، وستعودون منكسين أينما حللتم وستصبحوا خائفون من بئس المصير ، نجح الإستعمار في تفكيك بلاد المسلمين وأفسدوا عقودا وإمتدت قرونا وعندما رحلوا أوجدوا القضايا بالتقسيم بين كل بلدين ليظل الخلاف قائما ولا إتحاد قد ينقلب عليهم في المستقبل ، غرت أمتنا الحياة وملذاتها وزادت المعاصي والآثام ، وتعلقت بحب المادة وإتخذت من الخوف ملاذا ، وتولي أمرنا إما فاسدا أو خائنا أو كذابا وأنعموا علينا بالجهل والتخلف والجنون محملين بالأسفار ، غربنا في بلادنا بفعل الشياطين وأعوانهم ، ضاعت الحقيقة بين الدروب ، وتملك الشر وتوغل في كل البيوت ، وتسللوا في الظلمات ، طريق الباطل زاد في الجبروت ، ونحن ننتظر الخلاص ، يا عمر السنين مالك ضنانا الحنين ، دينينا لم يجد المعين ، إشرقي يا شمس العدالة إفتحي لنا الطريق ، غيرينا من الأحقاد ، إغسلينا من الذنوب ، كفانا إستكبارا مع علوا تحت وطأة الطواغيت ، قمرا بألوان الدم صحي العيون من الإنغلاق ، ومولد شعاع جديد من تحت الرماد ، أخلاقنا ذهبت هباءا منثورا ، وحل مكانها النفاق وأشياعه ، ولكن طالما الدم مازال يجري في عروقنا فالأمل والإصرار والعزيمة هم مفاتيح نجاتنا وقدرتنا وصبرنا علي الرياح العاصفة ، والأمواج الهادرة ، والأشواك الراسخة ، ندعوك يارب العالمين أن تغفر وترحم الطفل الشهيد محمد الدرة وتلهم والديه الصبر والسلوان علي فراقه وشهدائنا الأبرار وأمواتنا في شتي بقاع الأرض ، وأن تنور بصائرنا وتشف صدورنا وتعمر قلوبنا بذكرك يا أرحم الراحمين ، نتمني رضاك والجنة يا أكرم الأكرمين ، اللهم إستجب دعائنا ، اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم إنك بكل شيء عليم ، إليك يرد الأمر كله ، اللهم أصلح ذات بيننا ، اللهم وحد صفوفنا وأعيننا علي إرجاع الحق لأصحابه بقدرتك ومشيئتك يا الله ، اللهم لاتحرمنا الصلاة في الأقصي الشريف بعد تحريره هو وجميع الأراضي المحتلة من أرض المسلمين يارب العالمين ........................