- أمة مسخرة بكل ما للكلمة من معنى ، قد لا يكون الوصف وافيا أو كافيا أو حتى دقيقا بنظر البعض للتعبير عن حقيقة واقعنا المخزي و حجم مصيبتنا ، لأن اللغة تفشل و تقصّر أحيانا في وصف واقع الحال ...!!
- وهي ليست أمة بالمعنى الدقيق للكلمة ، لأنها في الواقع وفي حقيقة الأمر ليست سوى خليط - غير متجانس تماما - من قبائل بدائية متخلفة متناحرة لا زالت تعيش خارج الزمن والواقع ، قبائل تحن في اللاوعي لماضيها الجاهلي المهترئ ، حيث كان بعضها القوي يسرق قوت بعضها الآخر الضعيف أو الأقل قوة باسم الغزو ويسطو بعضها على أعراض بعضها الآخر باسم السبي ... !!
- قبائل أخذت شكل دول و صار أبناؤها حديثي التحضر يركبون السيارات والطائرات ويستعملون الحاسوب ويستفيدون من انجازات الحضارة والتقنية دون أن يكون لهم سبق فضل أو أدنى مشاركة لا في مضمار الصناعة والتقنية أو العلم الحديث... !!
- قبائل جاهلة خانعة ذليلة مستهلكة ، أو بمعنى آخر عالة على الحضارة والواقع والآخرين ... !!
- قبائل بلا ملامح مشرقة أو هوية مشرفة ترفع الرأس ... !!
- قبائل ضائعة تائهة بين ماضيها المثقل بالاستبداد والحافل بالسلبيات والمآسي والاحتراب والقتل والسحل والتمثيل والترهيب والغزو والسلب والسبي ...الخ ، وحاضرها الذليل الخانع المتخلف المخزي ... !!
- قبائل غنية ولكنها في نفس الوقت فقيرة ، لأن أغنيائها القلة المتخمون لا يعترفون بأدنى حق في خيراتها لأبنائها الفقراء الجائعون المعدمون ، وهم كثر ... !!
- قبائل قادرة على الفعل والتأثير ولكنها في ذات الوقت عاجزة مشلولة ، لأن إرادتها مسلوبة وسلطانها مغتصب من قبل قادة عملاء منبطحين ، لأعدائها مرتهنين ...!!
فكل أمير من أمراء مضاربنا ( لا حفظهم الله ) هو ليس بأكثر من شيخ عشيرة مستخف بعشيرته ، يحكم بالهوى ويأمر فيطاع ولا يرى خارج حدود المرآة إلا نفسه ، نفسه المريضة المستبدة الآسنة !!
- قبائل بمجملها متدينة ومؤمنة كذبا وظاهرا ، فتدينها عرفي وراثي عاطفي تقليدي عبيط ، وإيمانها سطحي عشوائي بسيط ... !!
- بداوتنا كامنة في ذواتنا وفي لا وعينا وكلما حاولنا طمسها أو التخلص منها ووأدها تعاود الطفو والظهور من جديد بقوة اكبر لنكتشف حقيقة كم نحن أغبياء ومتخلفون !!
- كنا ولا زلنا و سنظل على المدى القريب و المنظور قبائل غبية عاجزة غير قادرة على مواكبة التطور البشري أو على التكيف الايجابي أو اللحاق بركب الحضارة الذي يسير بسرعة الضوء..!!
- كناو لا زلنا وسنظل خارج دائرة الفعل ، قبائل لا تصنع التاريخ ولا تشارك فيه إلا بدور هامشي مهزوم ومأزوم ، قبائل مستسلمة لقدرها ، تستمتع بدور المفعول به بكل ما للكلمة من معنى في عوالم السياسة والصناعة والتقنية والبحث العلمي والإنتاج والاقتصاد ... الخ
- قبائل لا زالت تعتقد في أعماقها بالمعجزات والصدف و الغيبيات الغبية وبالولي الصالح والرجل المبروك وبمحاورة الجن ومصارعته بالطلاسم وبفوائد البخور وقدرته على شفاء كثير من الأمراض نفسية كانت أو عضوية !!
قبائل تعيش اللحظة ولا تخطط للمستقبل أو تستثمر فيه ، المستقبل الذي يتقرر وتتحدد ملامحه استنادا ووفقا لمعطيات الحاضر الراهن ... !!
لهذا وغيرة استبعد تماما وأشك في صحة انطباق الوصف القرآني علينا في اللحظة التاريخية الراهنة ، الوصف القرآني الذي يزعم بأننا خير امة أخرجت للناس ... !!